باحثة اسلامية من الجزائر : التعاون واجب علی المسلمین وهو من مظاهر وحدتهم

باحثة اسلامية من الجزائر : التعاون واجب علی المسلمین وهو من مظاهر وحدتهم

قالت الكاتبة والباحثة الجزائرية في الدراسات القرآنية "نورة فرحات" : إن التعاون في الإسلام لیس مجرد توصیة؛ بل هو فریضة إسلامیة و هو مظهر من مظاهر وحدة المسلمین، بل هو أبرز مظاهر هذه الوحدة، كما نص علیه القرآن الکریم في قوله تعالی: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (المائدة/2).


وفي مقال لها عبر الفضاء الافتراضي خلال المؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الاسلامية، قالت الدكتورة فرحات : هذه الوحدة تشمل کلّ جوانب الحیاة السیاسیة والاقتصادیة  والإجتماعیة والعلمیة والثقافیة.

واوضحت : فالتعاون الإجتماعی مثلا، فيه یدعم المسلمون الفقراء والمحتاجین فیما بینهم، والتعاون السیاسي هو العمل المشترک بین الدول الإسلامیة في المجالات السیاسیة، والتعاون الاقتصادی بین الدول الإسلامیة يهدف الى تکامل اقتصادها.

واضافت : في حین أن التعاون العلمي والثقافي هو تبادل الخَبَرات والمعرفة بین الدول الإسلامیة، ومن الأمثلة  على ذلک هو أن تُنقَلَ الخَبَرات بین الدول الإسلامیة.

 وقالت الباحثة في الشؤون القرانية الجزائرية : کما نری الجمهوریة الإسلامیة الايرانية تشارك الدول الإسلامیة الأخری قُدراتها العلمیة في مجال التقنیات النوویة و تقنیات النانو؛ مثل الإتفاق الذي وقعته الجزائر مع إیران بهدف تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين البلدين.
 وأردفت : رغم أهمیة التعاون وفوائده، إلا أنَّ هناک العدید من العقبات التي تحول دون تحقیق هذا التعاون، حیث یعلم أعداء الأمة  بأن التعاون سیمنحها السیادة الکاملة ویجعلها عصیّة علی أعدائها ويحقق لها الإکتفاء الذاتي ولن تحتاج إلی أعدائها.

وحول العقبات التي تحول دون التعاون بين البلدان الاسلامية، اوضحت فرحات : من أبرز هذه العقبات، أولا : الطائفیة؛ فالمراد بها هو استغلال المذاهب الإسلامیة المختلفة والتي تدل علی التنوع والقراءات المختلفة للدین. ثانیا: القومیة  والمراد بها استغلال إنتماءات القومیة لزرع الفرقة بین المسلمین.
 
وفي السياق تطرقت الباحثة الجزائرية إلى القضية الفلسطينية، ومحاولات حصرها في القومية العربیة فقط والترويج ان "هذه القضية لا علاقة لها بإیران أو بمحور المقاومة، وذل باعتبار أن إیران لیست دولة عربیة.

واضافت : هکذا نراهم مثلا عندما حاربوا الیمن؛ حاروبوه باسم إعادته للحض العربی باعتبار أن إیران ستُؤثر فیه، وهکذا نراهم یتعاملون مع کل جهة بما یناسبها، ویتعاملون مع الدین باسم الطائفیة کما فعلوا في سوریا مثلا، ومحاولة إبعادها عن محور المقاومة في نفس الوقت الذی نراهم فیه یتبنّون ویتحالفون مع أمریکا ویتحالفون مع الغرب ویُقیمون علاقات استراتیجیة مع کل هذه الدول الغير عربية.

وحول العقبة الثالثة امام التعاون الاسلامي، قالت فرحات : انها تتمثل في تقیید التعاون والدعم بین الدول الإسلامیة بناءً علی الحدود الوطنیة والترویج لفکرة أن "القضایا الوطنیة یجب أن تکون محصورةً داخل الحدود الوطنیة للبلدان"، والمثال علی ذلک نجده في انتقاد تدخل الیمن أو العراق أو لبنان لدعم فلسطین بحجة أن "هذه القضایا لیست من شؤون تلك الدول بل هي شان داخلی خاص بالفلسطنیین وحدهم".

واعربت الباحثة الجزائرية عن اسفها بالقول : نجد أن الدول التي تُروِّج لهذه الأفکار، هي ذاتها تتدخل في الشؤون الدول الأخری؛ مثلاً أمریکا تتدخل وتدعم الکیان الصهیوني بکل ما تملک من أسلحة، وايضا کل العالم الغربي یتدخل في الشأن الإسلامي، لکنهم ینتقدون الدول الإسلامیة عندما تتعاون فیما بینهم.

 وأشارت فرحات إلى الثورة الإسلامية ودعوة الإمام الخميني (رض) إلى القيم الإسلامية، وقالت : ان دعوة الإمام الراحل لترويج  القیم الإسلامیة ومبادئ الثورة الاسلامية، كان الهدف منها إلغاء الطائفیة والقومیة، وإلغاء الوطنیة الضیقة؛ مؤكدة في الوقت نفسه، "طبعا هذا لا یعني أن لا نهتم بأوطاننا أو لا نحترم قومیاتنا وبل الغاية منه ازالة العقبات من مسار التعاون بين المسلمين.

واردفت : إن التعاون علی أساس الإسلام، وعلی أساس الإنسانیة وعلی أساس الأخلاق الکریمة ولیس علی تلك القيم التی حذر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم منها، لكونها من نوع الحمیة جاهلیة.
 
وحول ضرورة الجهاد في سبيل الله، استدلت فرحات بالأية القرانية : {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} - (النساء/ 75)؛ مؤكدة : الله تعالی أمر المسلمین بجهاد کل الطغاة والبغاة في انحاء العالم، ونصرة المستضعفین مهما اختلفت مذاهبهم ومدارسهم وطوائفهم حتی لو کانوا غیرمسلمین؛ فلابدَّ من نصرة المستضعفین.

واكملت الباحثة الجزائرية نورا فرحات : ان تعزیز التعاون الإسلامي یجب أن یکون علی أساس الإسلام وعلی أساس الإنسانیة وعلی أساس الأخلاق الکریمة.