مدير المكتب الاجتماعي والسياسي للحوزات العلمية في ايران :

الاختلافات قليلة والقواسم المشتركة كثيرة جدا لكي نتمكن من الوصول الي الوحدة

الاختلافات قليلة والقواسم المشتركة كثيرة جدا لكي نتمكن من الوصول الي الوحدة

اعتبر مدير المكتب الاجتماعي والسياسي للحوزات العلمية في ايران "حجة الاسلام الدکتور محمد حسن زماني"، أن الاختلافات بين المسلمين قليلة والقواسم المشتركة هي كثيرة جدا لكي يتمكنوا من الوصول الى الوحدة فيما بينهم.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "حجة الاسلام الدکتور محمد حسن زماني" شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر، كما هنأ الامة الاسلامية جمعاء، بمناسبة حلول شهر ربيع الاول 1445هـ وذكرى ميلاد النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله) ومولد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).

واوضح الدكتور زماني ان موضوع حديثه يرتكز على تشريح "معوقات التعاون بين علماء المسلمين من السنة والشيعة في سياق التقريب والوحدة الاسلامية؛ متسائلا : لماذا رغم حقيقة أن جميع العلماء والمفكرين من ابناء هذه الأمة يؤمنون بالوحدة في شعاراتهم وآرائهم، ويتفقون جميعا على أن الوحدة ضرورية لجميع الأمة، ولا يدعي أحد في العالم الإسلامي أنه ليس هناك حاجة الى والحدة أو أنه لا ينبغي أن يكون هناك تقريب بين المذاهب، او يجب ان تكون هناك خلافات وتنازع، لكن مع ذلك فإن الوحدة المنشودة لم تتحقق بعد؟!

وفي معرض التدليل، اشار هذا الباحث الاسلامي الى بعض العقبات التي تعترض مسار الوحدة الاسلامية كالتالي؛ مبينا انه كل واحدة منها تحتاج الى نقاشات وبحث مطول :

العقبة الأولى، هي اعتقاد بعض المسلمين بالسنة أو التشيع ، أوالاعتقاد بالتكفير أو شكلا من أشكال التكفير ، حسنا ، إذا كان السني يؤمن بتكفير الشيعة فلا يمكن أن يكون هناك وحدة ، الوهابيين وداعش وعدد من غيرالوهابيين: طبعا عدد قليل من غير الوهابيين يؤمنون بتكفير الشيعة ، و يعتبرون الشيعة كفارا ، وهؤلاء لا يتوقع منهم أن يتحدوا أو أن يسعوا الى التقارب. من يؤمن بتكفير الاخرين، وهو أمر غير متوقع منه، تكون العقبة الأولى أمام هذا الشخص هي كيفية انتقاد التكفير، لذلك يجب إزالة هذه العقبة، وعلاج هذه المشكلة لديه، اذا المتعصبين والمتطرفين الذين يؤمنون بالتكفير ، هم
العقبة الأولى.

العقبة الثانية، هي تصور أن هناك القليل من القواسم المشتركة بين المذاهب الاسلامية والعديد من الاختلافات ، لذلك إذا اعتقد السني ، أو اذا اعتقد الشيعي أن السنة والشيعة لديهما القليل من القواسم المشتركة ، مشتركون عشرة بالمائة، أو مشتركون خمسة بالمائة، أو مشتركون عشرين بالمائة و وبنسبة ثمانين وتسعين لديهم اختلاف ، لا يمكننا أن نتوقع منهم أن يصلوا الى الوحدة.هذا الفهم هو فهم خاطئ، يقولون إن الله الذي نقبله، هم لا يقبلونه ، والنبي الذي نقبله هم لا يقبلونه ، والصلاة التي نقبلها، هم لا يقبلونها.

ومضى الدكتور زماني الى القول : طبعا لا يمكن للمرء أن يكون لديه أي توقعات من هؤلاء الاشخاص حول اعتقادهم بالوحدة، والآن حقيقة الأمر أن القواسم المشتركة بين المذاهب الإسلامية أكبر بكثير من الاختلافات. أتذكر عندما كنت في مصر السيد الدكتور طنطاوي رحمه الله، الذي هو من علماء شيخ الأزهر الافاضل، سأله أحدهم عن القواسم المشتركة ، ما هو مقدار القواسم بين الشيعة والسنة؟قال: لدينا 90 في المائة آراء مشتركة و 10 في المائة خلافات. السيد علي جمعة كان مفتي مصر في ذلك الوقت ، عندما سألوه ما هو رأيه في مقدار القواسم المشتركة بين الشيعة والسنة ، قال ، الرأي 95 بالمئة، اذا لدينا خمسة وتسعين بالمائة قواسم مشتركة وخمسة بالمائة اختلافات ، وهو أمر جيد لشخص لديه هذا النوع من الفكر.

واستطرد : طبعا يمكن للمرء أن يتوقع الوحدة والتقريب بين اصحاب هذا الفكر، ولكن إذا لم يكن لدى شخص الايمان بكل تلك القواسم المشتركة ويتخيل أنه هناك الكثير من الاختلافات والفروقات، هنا لا يمكن أن يتوقع من اصحاب هذا الفكر الاعتقاد بالوحدة، لذلك، يجب إخبار أولئك الذين لديهم هذا الخيال أنه ليس لدينا الكثير من هذه الاختلافات.
 
واوضح متسائلا : ما مدى الاختلاف الذي لدينا في القضايا الفلسفية الإسلامية، لاشيء، لا يوجد لدينا أي اختلافات في الاخلاقيات، ما مدى الاختلاف الذي لدينا في القضايا الاجتماعية، لاشيء، ونرى اختلافات قليلة جدا في القضايا التفسيرية ، كما ترون عندما أقول قليل جدا ، أي إنه كذلك، وهذا لا يعني أنه ليس لدينا اختلافات ، بل هي قليلة جدا ، اذا لماذا أقول قليلة جدا ، لأنه اذا نظرتم الى علماء الشيعة والسنة العظماء، فهم يؤمنون بأن هذه الاختلافات قليلة ، سأعطيكم مثالا:

وتابع هذا المسؤول في الحوزات العلمية لدى ايران : ان المرحوم آية الله العظمى مرعشي نجفي ، وهو مرجع كبير من مراجع الشيعة، أتذكر أنه قبل الثورة الإسلامية ، أمر بإعادة طبع التفسير المعتبر لأهل السنة «الدر المنثور» للراحل جلال الدين السيوطي بأموال بيت المال وأموال الشيعة، ومن سهم إمام الزمان (عليه السلام)، وجعله متاحا وفي متناول رجال الدين وعلماء وطلبة حوزة قم العلمية للاستفادة منه.

وقال : اذا الواضح بأن الاختلافات قليلة والقواسم المشتركة كثيرة جدا ، وهذا هو سبب قيام هذه المرجعية الشيعية بذلك، فيما يتعلق بنشر تفسير أهل السنة، وعلى العكس، دعني أعطيكم مثالا، في مصر أمر المغفور له "الشيخ محمود شلتوت" وهو شيخ من شيوخ الأزهر وأهل السنة، أمر بطباعة تفسير «مجمع البیان» للمرحوم الطبرسي، ووضعه في متناول علماء السنة، وهذا يدل على أن الاختلافات قليلة جدا.

كما اشار الى وجود عقبة ثالثة في مسار الوحدة الاسلامية، وتابع : أحيانا تكون هناك معلومات خاطئة ، فنرى أن عالما سنيا ، أو عالما شيعيا ، يعتمد على هذه المعلومات الخاطئة. وعندما يحدث لم يعد بإمكاننا توقع الوحدة منهم، وستُوجه الاتهامات، والتخيليات من بعض العلماء أو بعض الشيعة ثم يتوجهون بها إلى أهل السنة.عندما يكون التصور خاطئا ، لم يعد من الممكن أن نتوقع حصول التعاون .