ـ(204)ـ
وفي نهاية هذه الصفحات ينتهي استعراضنا لأهم مواضيع الكتاب.
ملاحظات ورأي:
لقد أجاد المؤلف في إثاراته المختلفة حول الخلافات والسبيل إلى تحجيمها، وتطرق إلى المواقف الوحدوية التي قام بها السلف الصالح بموضوعية وحيادية تامة حتّى أن القارئ لا يستطيع أن يميز الانتماء المذهبي للمؤلف وهذه حالة تكاد تكون نادرة في أسلوب المؤلفين، فجميع المؤلفين أو الأغلبية العظمى منهم، يتركون بصماتهم المذهبية في مؤلفاتهم وأن لم يقصدوا ذلك ومن خلال استعراضنا لأهم مواضيع الكتاب نضع الملاحظات التالية:
أولاً: استطاع المؤلف أن يجمع بين التسميتين: سنة وشيعة فجميع المسلمين هم سنة بأتباعهم سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم شيعة لموالاتهم للإمام علي (عليه السلام)، وهذا ما نطمح إليه بالعودة إلى التسمية التي سماهم الله وهي المسلمون، ولكن هذا الطموح حالة مثالية لا يمكن للواقع تجاوزها ألفه واستساغه اتباع كلا المذهبين وبما أن المسلمين قد وضع بعضهم الخطوات الأولية للتقريب والوحدة فيمكن لهم تجاوز التسميتين أو وصلوا إلى تحقيق الدرجة القصوى في سلم التقريب وهذا ما يحتاج إلى جهود جبارة والى قوت طويل وفي حالة واحدة وهي عدم وجود المعوقات والعراقيل ومنها مخططات أعداء الإسلام الرامية لتوسيع الخلاف والفرقة.
ثانياً: أن الخلفاء وان تعاونوا في تسيير حركة الإسلام ولكنهم من ناحية المتبنيات الفكرية أو النظرية بقي لكل منهم وجهة نظره الخاصة بالخلافة وتوزعوا على نظريتين، نظرية عدم استخلاف النبي أو عدم النص ونظرية استخلافه