ـ(222)ـ
وتارة يذكر أن ولاءه لـه منطلق قرآني، لما جاء في حق آل البيت من آية التطهير:
إنّ يوم التطهير يوم عظيم ـــــــ خص بالفضل فيه أهل الكساء(1)
وولع السيد الحميري بتصوير ما جاء في السيرة، من ارتباط عاطفي بين الرسول وأهل بيته، مشيراً إلى أن ولاءه لأهل البيت يستمد قوامه من السيرة، من ذلك أن السيد سمع محدثا يحدث أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان ساجداً، فركب الحسن والحسين على ظهره، فقال عمر: "نعم المطي مطيكما" فقال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ: "نعم الراكبان هما"، فانفجرت قريحة السيد بالقول:
أتى حسناً والحسين النبي ــــــ وقد جلسا حجره يلعبان
ففداهما، ثم حياهما ـــــــ وكان لديه بذاك المكان
فراحا وتحتهما عاتقاه ــــــــ فنعم المطية، والراكبان
وليدان أمهما برة ـــــــ حصان مطهرة للحصان
وشيخهما ابن أبي طالب ـــــــ فنعم الوليدان والوالدان(2)
لأن وقفنا طويلاً عند هذا الولاء الرسالي، فلأن الشعر الشيعي متهم بالولاء الحزبي والطائفي وما هو كذلك، كما يرى بوضوح في النماذج المذكورة وسنمر سريعاً في ذكر الخصائص الأخرى التي تطبع الشعر الشيعي بالطابع الرسالي.
الدفاع عن مصالح الأمة
شعراء أهل البيت تصدوا للدفاع عن مصالح الأمة، وللحديث عما يحط بالمسلمين من ظلم الحكام وطغيانهم، وحث الناس على اليقظة والانتباه إلى تصرفات
__________________________________
1 ـ الأغاني 7:7، وأهل الكساء هم: محمّد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين. وحديث الكساء هو أيضاً من الأحاديث المتواترة لدى كلّ المسلمين لكن الظروف التاريخية حولته إلى حديث خاص بطائفة معينة.
2 ـ الأغاني 7: 16.