ـ(201)ـ
والإقلاع بالبدن، والإضمار على أن لا يعود)(1).
قال ابن الوردي:
واسأل إلهك عصمة وحماية فالسيئات قواصف الأعمار(2).
ولما كان الوصول إلى التوبة النصوح لا يتحقق إلاّ بالندم والعزم على ترك المعصية والاستغفار الحقيقي لكن الندم على الذنب هو حالة الانكسار التام، وإظهار الحرقة والألم عند ارتكاب المعصية، وهو حالة من (الغم الذي يصيب الإنسان ويتمنى أن ما وقع منه لم يقع )(3). وهذا يدعو إلى العزم والإرادة على الترك المقرون بالاستغفار الذي هو طلب المغفرة بعد رؤية قبح المعصية والإعراض عنها واستصلاح الأمر الفاسد قولاً وفعلاً)(4).
فالاستغفار يخلق في النفس حالة من القبول والرجوع إلى الله جل جلاله، وهو يمثل (عين الرجوع إلى حقيقة النفس الروحانية، والتي أصبحت بواسطة الذنوب والمعاصي محجوبة عن نور الفطرة والروح)(5).
فكما أن الاستغفار للعبد باب العودة إلى الفطرة السليمة والروح الطاهرة فهو كذلك يكشف عن العبد أنواع البلاء، ويؤثر أثراً خاصاً في زيادة الخير وإدرار الرزق، قال الله تبارك اسمه: [فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً _ يرسل السماء عليكم مدراراً _ ويمدد كم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً](6).
فصدق العبد المؤمن في تركه الذنب وندمه واستغفاره هو الذي يفتح باب التوبة لإنقاذه من المصير المظلم (بالتوبة والإيمان الصحيح والعمل الصالح) [إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحا] ويعد الله تعالى التائبين المؤمنين العاملين أن يبدل ما عملوه من سيئات قبل التوبة حسنات بعدها تضاف إلى حسناتهم الجديدة [فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات](7).
__________________________________
1 ـ مسند احمد 1: 446 وحلية الأولياء 5: 189.
2 ـ التعريفات للجرجاني: 32.
3 ـ التعريفات للجرجاني: 105.
4 ـ المصدر السابق: 7.
5 ـ مفتاح النور للإمام الخميني (رضي الله عنه): 122.
6 ـ نوح 10 ـ 12.
7 ـ الفرقان: 70.