ـ(167)ـ
الضمير، ومجرد من المبادئ الأخلاقية، وأنه دجال وأفاك ومحتال، وغير ذلك مما يتقرف منه الذوق، وترفضه أبسط حقائق التاريخ التي تناولت هذا النبي العظيم وتحدثت عن سيرته وأخلاقه وإنسانيته. وليس أدل على ذلك من كونه الصادق الأمين قبل البعثة، وكونه من أشرف عائلة وقبيلة عرفها العرب، فضلاً عما ثبته القاصي والداني، والقريب والبعيد عما جاء به من قيم سماوية بالغة النبل، بدأ بالأخوة الإنسانية وتوحيد المعبود مروراً باحترام الإنسان لأخيه الإنسان، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلاّ بالتقوى، وانتهاء بكل المعاني الإنسانية: في حقوق الإنسان، واحترام الجار، وحق الصديق، وإقراء الضيف، ونجدة المحتاج، ومواجهة الظالم، والانتصار للمظلوم، والوفاء بالعهد وصدق القول، وغير ذلك مما عرف من رسالات الأنبياء والصالحين والصديقين.

2 ـ هيجووجوته:
وتمتد هذه الأحقاد التي شكلت بالتأكيد خلفية مريضة لكاتب آيات شيطانية إلى الأديب الفرنسي هيجو (1802 ـ 1885م) الذي تناول المسلمين والعرب بالتعريض، واتهمهم بالوهن والخمول والهمجية والتخلف، وحيث سار على شاكلة الكاتب الألماني "جوته" (1749 ـ 1832م) الذي اتهم الإسلام بالرهبانية والتصوف المريض، متناسياً حضارة الإسلام التي عمت العالم، وقيم المسلمين الّذين بهرت أخلاقهم كلّ البلدان التي فتحوها وتعاملوا معها، ونقلوا لها معالم الإسلام العظيم.

لويس عوض:
كما امتد هذا الإجحاف ليصل إلى من سماهم الكاتب "المستشرقون العرب" من أمثال: الدكتور لويس عوض، الذي بلغ من القبح المشين ـ حسب تعبير الكاتب ـ أن تناول أحد رواد ظاهرة الإحياء الإسلامي بالشتم والتعريض، وهو السيد جمال الدين الأفغاني الأسد آبادي، واتهمه بالجاسوسية والغموض والتقية، وغير ذلك من التجديف والافتراء، ولم يفرق بين التقية وازدواج الشخصية، وخلط بين المجاراة والمدارة، ولم