ـ(166)ـ
وتشويه قيمه ومقدساته..، وذلك بقصد احتواء الصحوة الإسلاميّة، وتفريغ الجهد الإسلامي بما ينسجم مع ما يسمى بـ"النظام العالمي الجديد".
ولعل ما وصل إليه الاستشراق في خلق أو إيجاد البني الاجتماعية والسياسية والثقافية البديلة في الشرق الإسلامي لم يكن كافياً لإتمام الغزو الصليبي الجديد، فجاءت الحملة الجديدة تحت عنوان "سلمان رشدي" وحرية التعبير؛ لأن الإسلام كان يمثل إزعاجاً متصلاً للغرب وللقيم الغربية... وكما أكد الدكتور إدوارد سعيد هذه الحقيقة حينما قال:
(فلا يمكن القول عن أي دين أو تجمعات ثقافية أنها تمثل تهديداً حقيقياً للحضارة الغربية بمثل التوكيد الشديد نفسه الذي يعتمد الآن عند الحديث عن الإسلام. وليس من قبيل الصدفة أن الاضطرابات التي تحدث الآن في العالم الإسلامي، والتي تتصل بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية أكثر مما تتصل اتصالاً أحادياً بالإسلام قد عرت الحدود الضيقة الاستشراقية الساذجة المتعلقة بالإسلاميين القدريين دون أن تولد بديلاً يحل محلها في الوقت نفسه...)؟
وليس أدل على هذا التشويه المقصود والإساءة المتعسفة من تلك القصص التي نسجت عن "ريتشارد قلب الأسد" والتي نظمت على شكل قصائد وملحمة منظومة تحكي جميع أحداث الحملة الصليبية الثالثة، وبأسلوب شعري أخاذ يصور المسلمين والشرق، ويفتعل الكثير من القصص والحكايات التي تسيء للمسلمين، وتدس عليهم وتجحف بحقهم، وإن كانت تصور بشاعة الغزو الصليبي وسلوك المحاربين النصارى لموازنة الإساءة والظهور بمظهر المراقب أو المؤرخ المنصف.
وامتدت هذه الحملة الثقافية في العصر الحديث، لتصل إلى الأدب الفرنسي والإنجليزي والألماني، ويمتطي صهوة جوادها كبار المثقفين الغربيين والمستشرقين؛ لإكمال الدور وإتمام الهدف المقصود، وكان من بين الّذين مر عليهم الدكتور رفعت في كتابه عن الآيات الشيطانية واستشهد بهم هم:
1 ـ فولتير:
وقد كان من أبرز الكتاب والأدباء المشهورين في فترة (1694 ـ 1778م)، وقد وصف نبي الإنسانية الكريم عبر مسرحيته "محمّد" بأنه رجل فض ووحشي، وعديم