ـ(187)ـ
روح التقريب في جلسة الافتتاح:
افتتحت الندوة بآي من الذكر الحكيم، اختارها القارئ أو العاملون على إقامة الندوة اختياراً موفقاًً وكلها تدعو إلى رض الصفوف والتمسك بحبل الله وعدم التفرق. ثم انعقدت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور"أكمل الدين إحسان أوغلي"، الأستاذ في كلية الآداب بجامعة اسطنبول، ورئيس مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلاميّة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهو من وجوه التواصل الثقافي المعروفة في العالم الإسلامي.
ثم ارتأت إدارة الندوة أنّ يتكلم في جلسة الافتتاح ممثل عن أهل السنة وممثل عن الشيعة. فاستدعي الدكتور عبد الله المصلح رئيس جامعة آل سعود فرع أبها، فألقى كلمة ما كان فيها للطائفية مكانة، بل كانت كلمة إسلامية تدعو إلى وحدة الصف وتوخي الروح العلمية في البحث، والى أنّ تضع الندوة نصب عينيها مشاكل العالم الإسلامي وما يحيط بن من تحديات ومؤامرات.
ثم استدعيت لإلقاء كلمة نيابة عن العلماء الشيعة المشاركين في الندوة، فأكدت أنّ الدكتور "المصلح" لو تحدث نيابة عن الشيعة لما زاد عما قال، وأنا لا أزيد عما قاله، بل أثني على ما تفضل به ثم تحدثت عن الأسس التي ينبغي أنّ تلتزم بها الندوة؛ لتخرج بنتائج تخدم العلم والفكر والمصلحة الإسلاميّة العليا.
وكان للكلمتين أثر كبير في نفوس العلماء الأتراك؛ لما فيهما من روح تفاهم علمي يسمو على الاختلافات البسيطة، ولما فيهما من توجه نحو فهم أوسع لقضايانا المعاصرة.
روح التقريب خلال أيام الندوة:
وخلال أيام انعقاد الندوة تليت البحوث، وعلق عليها المعلقون، وكانت جميعاً تتسم بروح علمية موضوعية بعيدة عن التعصب والطائفية ومن الطريف أنّه طرح في الندوة أكثر من مرة موضوع ضرورة عدم إثارة ما اختلف عليه السلف الماضي، وضرورة التوجه نحو المستقبل، ونحو فهم أعمق لمتطلبات المرحلة الراهنة وما تواجهه الأمة من تحديات عظيمة. وأنا بدوري قلت: إنّ موضوع الندوة يتطلب ـ شئنا أم أبينا ـ