ـ(183)ـ
إنّ الثقافة التقريبية الوحدوية لابد أنّ تتحول إلى ثقافة شعبية عامة فاعلة في الوجدان الوحدوي العام، كما لابد من الاشتراك في الممارسات العبادية على مستوى صلاة الجمعة والجماعة، وفي المعاملات والعلاقات على صعيد الواقع القانوني الشرعي؛ لأن ذلك كفيل بتقريب المواقف وتعديل الاتجاهات.
وإننا نتصور أنّ المجتمعات المختلطة التي تتنوع فيها الأفكار والمذاهب سوف تفسح المجال للكثير من توضيح الصورة وتبديل الأوضاع، وتحريك الكثير من علامات الاستفهام في اتجاه الرغبة في الوصول إلى أجوبة محددة حاسمة، مما يجعل القضية منفتحة على التعاون في الحصول على مواقع جديدة في ساحة التقرب والوحدة.
وقد نحتاج إلى التأكيد على هذه النقطة عندما نلاحظ أنّ هناك خطة مدروسة للاستكبار والكفر العالميين من أجل المزيد من التعقيد في علاقات المسلمين ببعضهم البعض، وإبعاد المواقف المشتركة عن واقعهم الفكري والسياسي والأمني والاجتماعي، وتحويل الخصوصيات المذهبية ـ في صورتها المشوشة الضبابية ـ إلى حواجز نفسية واجتماعية مانعة من اللقاء على أساس الخط الإسلامي العام.
إننا نلاحظ أنّ الوحدة الإسلاميّة من الممنوعات السياسية لدى الاستكبار العالمي، وأن التقارب بين المسلمين يمثل خطأ أحمر في السياسة الدولية السائرة نحو إسقاط مصالح المسلمين لحساب مصالح الدول الكبرى المستكبرة، الأمر الذي يجعل التقريب والوحدة عنوانين كبيرين في ساحة الصراع السياسي في مواجهة الاستكبار العالمي الشيطاني.
وفي ضوء ذلك لابد لنا من العمل على أنّ يكون هناك تكامل في الصورة فيما يحمله كلّ مسلم من الصورة عن المسلم الآخر؛ لتجتمع لديه كلّ ملامحها السلبية والإيجابية، فإن ذلك هو الذي يقرب الأفكار، ويفتح القلوب، ويوحّد المواقف، ويدفع الجميع نحو اللقاء على الإسلام كله من موقع الوعي لك الخصوصيات الداخلية والخارجية، ويوحي بالحوار الإيجابي من خلال علامات الاستفهام التي قد تثيرها بعض