ـ(181)ـ

المذهبية ليست الأساس في حركة المذهب:
وهناك نقطة مهمة أخرى وهي: أنّ المسألة المذهبية ليست شأناً داخلياً لأتباع هذا المذهب أو ذاك، بحيث يختص أصحابه بالبحث في قضاياه الفكرية العقيدية، أو القانونية الفقهية، فلا تسمح للتابعين لمذهب آخر أنّ يبحثوها بطريقتهم الخاصة، باعتبار أنّ ذلك لا يدخل في اختصاصهم العلمي.
إنّ المذهبية في الدائرة الإسلاميّة تمثل وجهة نظر خاصة في فهم الإسلام في دائرته العقيدية والعملية من خلال الاجتهادات الخاضعة لأصول علمية مفتوحة مشتركة بين العلماء المتخصصين في الكلام والفقه.
وقد تكون قيمة البحث المذهبي المتبادل المفتوح: أنّه يحرر الباحثين من الاستغراق في الذات المذهبية التي تخضع للرغبة الدائمة في تبرير مذهبها والتنديد بالمذهب الآخر من ناحية ذاتية من دون اعتبار للحياد العلمي، بينما يتحرك المنهج المنفتح لمواجهة القضية في البحث كقضية إسلامية موضوعية في عناصرها الحية التي تتجاوز الخصوصيات إلى الخط العام للحقيقة الحاسمة، وبذلك نصل إلى الفقه الإسلامي الواسع الشامل الذي لا يلتزم في أبحاثه إلاّ الخصوصية الإسلاميّة في طبيعتها ومصدرها؛ لتكون المذهبية هنا وهناك قولاً من الأقوال، وتفصيلاً من التفصيل، ولتكون صفة العلماء في الدائرة الإسلاميّة من خلال عنوانهم الإسلامي كعلماء مسلمين، لا في الدائرة المذهبية كعلماء سنة أو كعلماء شعية، الأمر الذي يتجاوز روح التقريب إلى روح الوحدة من خلال الجانب الإيحائي الذي يتحول إلى جانب موضوعي شامل.
واقعية العالم في حركة التقريب:
وقد يكون من الضروري للعاملين في التقريب أنّ يتحركوا في إيجاد واقع تقريبي على الصعيد الشعبي، فلا تقتصر حركة التقريب على النخبة المثقفة من