ـ(33)ـ
(يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلاّ من بعده أفلا تعقلون _ ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون _ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين)(1).
ب ـ دعوة أهل الكتاب للاعتراف بالنبي ورسالته من خلال التأكيد على بشارة الأنبياء والكتب السماوية به، حيث تمت الإشارة في القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في عدة موارد:
منها: ما ورد في سورة الأعراف في سياق الأحاديث عن موسى ودعائه الله تعالى: (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك) من قول الله تعالى في جوابه: [قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون _ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم[ ـ إلى قوله تعالى: ـ [ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون] (2).
ومنها: ما ورد في سورة الصف من قوله تعالى على لسان عيسى بن مريم، بعد الإشارة إلى موقف قوم موسى وقوم عيسى منهما: (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين)(3).
ومنها: ما ورد في سورة البقرة من قوله تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)(4).
_________________________________________
(1) ـ آل عمران: 65 ـ 67. (2) ـ الأعراف: 156 ـ 159.
(3) ـ الصف: 6. (4) ـ البقرة: 89.