ـ(32)ـ
(وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالا نوحي إليهم فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)(1).
(وما أرسلنا قبلك إلاّ رجالا نوحي إليهم فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)(2).
النقطة الرابعة:
الدعوة إلى التسليم والقبول بالرسالة الإسلاميّة وأصولها الإلهية، واحترام النبي الأمي العربي المتمثل برسول الله صلى الله عليه وآله، حيث إن الإسلام يعترف بشكل طبيعي بالرسالات السابقة والأنبياء السابقين، وبالتالي بأقوامهم وأتباعهم الذين آمنوا بهم، وباعتباره صاحب الرسالة الخاتمة فلابد له من تصديق الرسالات السابقة في الوقت الذي يمثل الهيمنة عليه وإكمالها، وتصحيح الانحرافات التي طرأت عليها من خلال التراكم الزمني والتاريخي، والرواسب والمخلفات الاجتماعية والقومية والانحطاط الأخلاقي.
وقد توسل القرآن الكريم إلى هذه الدعوة بأساليب متعددة أيضاً:
أ ـ إرجاع الإسلام إلى الأصل الإبراهيمي، والتأكيد على موقع إبراهيم(عليه السلام) في الرسالة الإسلاميّة باعتباره أب الأنبياء والإسرائيليين، ومن النبي الذي تلتقي به الرسالات السماوية. ومن هنا جاء التأكيد على أن اسم الإسلام كان من إبراهيم عليه السلام، وأنه كان مسلماً حنيفاً، ولم يكن يهودياً ولا نصرانياً.
(وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس...)(3).
_______________________________
1 ـ النحل: 43.
2 ـ الأنبياء 7.
3 ـ الحج: 78.