ـ(29)ـ
مع المسلمين في النهايات؛ وذلك انطلاقاً من هذه الرؤية الواقعية، والتمييز بين بعضهم والبعض الآخر، ويضع قضية الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح أساساً لذلك.
(إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)(1).
النقطة الثانية:
التأكيد على وحدة الرسل والرسالات. فالأنبياء وما جاءوا به من الوحي إنما هو مصدر واحد، وهو: الله سبحانه وتعالى، وهم يتحملون مسؤولية من نوع واحد، وهي: مسؤولية إبلاغ رسالات الله، وإصلاح البشر، ودعوتهم إلى الخير والهدى والصلاح، وتحذيرهم من الشر والضلال والفساد، وكذلك قيامهم بين الناس بالعدل والقسط، وحل الاختلاف بالحق من خلال الحكم الإلهي، لا بالهوى والميول والرغبات. وقد أكد القرآن الكريم هذه الوحدة بأساليب متعددة.
فتارة: يصرح بها من خلال استعراض مسيرة الأنبياء ودعواتهم، ويختم ذلك بقوله تعالى:( إن هذه أمتكم واحدة وأنا ربكم فأعبدون)(2) بعد أن استعرض القرآن الكريم الإشارة إلى أعمال مجموعة من الرسل، وبعد استعراض مسيرة مجموعة من الرسل، حيث جاء قوله تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحا إني بما تعملون عليم _ وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)(3).
وأخرى بأسلوب تأكيد وحدة مضمون دعوة الأنبياء المتعددين عند استعراض رسالتهم إلى أقوامهم، كما نلاحظ ذلك في عدة سور قرآنية: كالشعراء وغيرها.
_____________________________________________
1 ـ البقرة: 62. ولاحظ مثلها في اللفظ والمعنى الآية: 69 من سورة المائدة مع اختلاف بسيط.
2 ـ الأنبياء: 92.
3 ـ المؤمنون: 51 ـ 52