ـ(215) ـ
خصائص في الوضع والاستعمال:
ففيها ألفاظ مترددة بين معان مختلفة: إما بسبب تعدد الوضع ـ أي: أن اللفظ الواحد قد وضع لأكثر من معنى، أو التركيب الواحد قد يفهم بأوجه متعددة من الفهم ـ وإما لدوران التعبير اللفظي أو التركيبي بين الحقيقة والمجاز، أو بين المعنى اللغوي والمعنى العرفي.
وقد يعبر بالعام يراد به: ظاهره من العموم. وقد يعبر بالعام يراد به: الخاص.
وقد يستفاد المعنى من اللفظ المنطوق، وقد يستفاد معنى من وراء هذا المنطوق... إلى غير ذلك.
وقد عني علماء الأصول ببيان ذلك، وبحثوا كلا منه بحثاً دقيقاً، ووجد بين الباحثين خلاف في كثير منه ترتب عليه خلاف في الفهم والاستنباط، وتقرير الأحكام الفقهية.
أ ـ فمن هذا: أن اللغة العربية قد تطلق اللفظ الواحد على أكثر من معنى، وقد يرد التعبير فيها صالحاً لأن يراد به أكثر من معنى، لذلك لابد للناظر الذي يصادفه مثل هذا أن يجتهد في تعرف المعنى المراد، ويلتمس ما يدله عليه ويجعله مرجحاً.
1 ـ فمثلاً: لفظ(القرء): تطلقه اللغة العربية على كل من: الحيض والطهر، وفي ذلك يقول صاحب القاموس(والقرء ـ ويضم ـ الحيض والطهر: ضد).
ونقل البطليوسي، عن يعقوب بن السكيت وغيره من اللغويين: أن العرب تقول: أفرأيت المرأة إذا طهرت، وأقرأت إذا حاضت.
ومن الأول قول الأعشى الأكبر(واسمه ميمون بن قيس):
أفي كلّ عامٍ أنتَ جاشِمُ غَزْوةٍ ___ تَشُدُّ لأقصاها عزيم عزائكا
مورِثَة مالاً وفي الحيِّ رفعةً ___ لِما ضاع فيها من قُروِء نسائكا
يريد: أنّه لا يفرغ ـ بسبب الغزو ـ للنساء، فتضيع قروءهنّ أي: أطهارهنّ؛