ـ(21)ـ
وتوضيح الرؤية والطريق للناس نحو الكمال. [وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون] (1).
(ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)(2). (أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون)(3).(والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون)(4)(5).
كما حدد القرآن الكريم المعالم الأساسية التي يمكن أن تقوم عليها وحدة المجتمع البشري في نهاية المطاف، حيث ستصل مسيرة البشرية إلى هذا الهدف في أواخر أيامها الدنيوية كما وعد الله سبحانه وتعالى بذلك.
وسوف نتحدث عن هذه الأسس التي تقوم عليها الوحدة في نظر القرآن الكريم في الفصل الآتي عند الحديث عن الوحدة في المجتمع الإسلامي.
الاختلاف والوحدة بين الديانات الإلهية:
من الواضح من خلال النظرية القرآنية أن فكرة الوحدة لابد لها من قاعدة ووسائل كما سوف نتحدث عن ذلك في الفصل الآتي. ولكن هنا لابد أن نشير إلى أن الوحدة بين أبناء البشرية إنما يمكن أن تتحقق فيما إذا كان هناك قاسم مشترك ورئيسي يكون منطلقاً لهذه الوحدة، ومقبولاً في العمل من أجل الوحدة. ومن وجهة نظر القرآن الكريم يمكن تحديد هذا القاسم المشترك على مستوى البشرية على
_____________________________
1 ـ الأعراف: 164.
2 ـ آل عمران: 191 و188.
3 ـ المائدة: 80 , 94 , 36.
4 ـ الأنعام: 49، 30، 124.
5 ـ وراجع بهذا الصدد الآيات من السور التالية: طه: 82 و122، والفرقان: 70 و71، والقصص: 67.