ـ(166)ـ
المرجع في إزالة الخفاء والغموض الذي في بعض أقوال الأئمة: كالحسن بن زياد والكرخي والطحاوي والخصاف من الحنفية، والأبهري وابن أبي زيد واللخمي وابن العربي وابن رشد من المالكية، وابن أبي إسحاق الشيرازي والغزالي والمروزي والأسفراييني من الشافعية.
4 ـ مجتهد الترجيح: وهو أن لا يبلغ رتبة أصحاب الوجوه، لكنه ـ كما قال النووي في المجموع ـ:(فقيه النفس، حافظ لمذهب إمامه، وعارف بأدلته، قائم بتقريرها، يصور، يزيف ويرجح مثل: الجصاص والقدوري والرمغيناني صاحب الهداية من الحنفية)(1).
ويراد به: الموازنة بين ماروي عن أئمة المذاهب من الروايات المختلفة وترجيح بعضها على بعض من جهة الرواية أو الدراية، كأن يقول المجتهد: هذا أصح رواية، وهذا أولى النقول بالقبول، أو هذا أوفق للقياس، أو أرفق للناس، ونحو ذلك(2).
5 ـ مجتهد الفتيا: وهو أن يقوم بحفظ المذهب ونقله وفهمه من الواضحات والمشكلات، ولكن عنده ضعف في تقرير أدلته وتحرير أقيسته. والذي يذكره السيد الحكيم تحت عنوان(الاجتهاد في المسائل التي لا رواية فيها): بل عن إمام المذهب وفق الأصول المجعولة من قبله، وبالقياس على ما اجتهد فيها من الفروع.
وقال فيه النووي:(فهذا يعتمد نقله وفتواه به فيما يحكيه في مسطورات مذهبه في نصوص إمامه، وتفريع المجتهدين في مذهبه)(3).
وأورد على هذا التقسيم بعض الملاحظات، نذكر منها ما يلي:
1ـ خروجه عن أصول القسمة المنطقية؛ لخلطه بين قسم من الأقسام وبين مقسمها بجعلها قسيما لمقسمها، والأنسب توزيعها من وجهة منطقية إلى قسمين:
_________________________
1 ـ شرح عقود رسم المفتي: 31.
2 ـ مختصر المنتهى: 221، وما بعدها.
3 ـ الاجتهاد للشيخ المراغي: 27، وما بعدها.