ـ(146)ـ
الآية التي حوت تلك الكلمة بذلك الاستعمال.
ففي قوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)(1).(الكتاب مصدر، وهو بمعنى: المكتوب كالحساب، قال الشاعر:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة أتتك من الحجاج يتلى كتابها
أي: مكتوبها. وأصله: الجمع من قولهم:(كتبت القربة) إذا خرزتها. والكتبة الخرزة. وكتبت البغلة إذا جمعت بين شفريها بحلقة، ومنه قيل للجند: كتيبة لانضمام بعضهم إلى بعض )(2).
وقال في معنى البلد من قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً..)(3)(وأصله ـ البلد ـ بلد للأثر في الجلد وغيره، وجمعه أبلاد. ومن ذلك سميت البلاد؛ لأنها مواضع مواطن الناس وتأثيرهم. ومن ذلك قولهم لكر كرة البعيرة بلدة؛ لأنه إذا برك تأثرت)(4).
ويمكن ملاحظة الاستطراد بشكل أوضح في(يحزنون) من قوله تعالى: (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)(5).(يقال: حزن حزناً وحزنه حزناً، ويقال: حزنه وأحزنه وهو محزون ومحزن. وقال قوم: لا يقولون: حزنه الأمر، ويقولون: يحزنه، فإذا صاروا إلى الماضي قالوا: أحزنه. وهذا شاذ نادر؛ لأنه استعمل أحزن وأهمل يحزن واستعمل يحزن وأهمل حزن)(6).
وفي قوله تعالى: (فاليوم ننجيك ببدنك)(7) لم يتعرض الطبرسي لذكر
______________________________________________________
1 ـ البقرة: 2.
2 ـ مجمع البيان 1: 35.
3 ـ البقرة: 126.
4 ـ مجمع البيان 1: 205.
5 ـ البقرة: 38.
6 ـ يونس: 92.
7 ـ مجمع البيان 1: 90.