ـ(13)ـ
الحياة الإنسانية على أساس أنها حياة لها امتداداتها الغيبية في المبدأ والمعاد، وأن لها حاجات مادية وروحية معا لابد من تكاملها في المتطلبات والالتزامات، وأهمية إيجاد التوازن بينهما في العمل والسلوك (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون)(1). (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)(2).
ويمثل هذا المشهد القرآني هذه الرؤية (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم _ والذين ءامنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم _ أعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور _ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم _ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير _ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم والله لا يحب كل مختال فخور)(3).
وكذلك ينظر العقل إلى المصالح الإنسانية بنظرة شمولية ترتبط بالفرد
__________________________
1 ـ الأعراف : 32.
2 ـ آل عمران : 14.
3 ـ الحديد : 18 ـ 23.