/ صفحه 249/
جامعة تعمل على تنظيمها وتنميتها وتقريبها، والأخذ بالصالح لهذه الحياة من كل مذهب ما دام لا يخالف أصلا قطعياً أو ظنياً من أصول الإسلام الثابتة، وإن هذه الجامعة تتألف من كل الأقاليم الإسلامية في شتى الأرض، وتمثل مؤقتا الطوائف الاسلامية، أو نقول تمثل المذاهب الإسلامية بدل أني قال إنها تمثل الطوائف، ولنبادر من الآن بمحو كلمة الطوائف من قاموس تلك الوحدة المقدسة، فإنها بقية من بقايا التفريق.
وإن هذه الجامعة التي تمثل المسلمين أقاليم ومذاهب تكون أشبه بمجمع علمي أو معهد إسلامي يسهل دراسة المذاهب كلها، ويعمل على نشر الإسلام بين غير المسلمين بكتابة البحوث التي تبين حقائق الإسلام، وتترجم هذه البحوث إلى اللغات الأوربية وغير الأوربية، ويعمل ذلك المجمع على تثقيف المسلمين الذين يسكنون في أطراف إندونسيا لا يعرفون أحكام الزواج في الإسلام، حتى إن المسلمة تتزوج البوذي، وهي لا تعلم أنه حرام عليها أن تتزوج غير مسلم، وبعضهم يتزوج الوثنية، وهو لا يعلم تحريمها، كما قال تعالى: " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم " وإن من حق هؤلاء على علماء المؤمنين أن يعلموهم، ونحن جميعاً مسئولون عن جهلهم، وهم دوننا في هذه المسئولية، لقد قال علي كرم الله وجهه: " لا يسأل الجهلاء لِمَ لمْ يتعلموا، حتى يسأل العلماء لِمَ لمْ يعلموا ".
وإن ذلك المجمع، أو ذلك المعهد، يدرس المسائل الدينية التي يبتلي بها المسلمون في كل بقاع الأرض، ويصدر في كل مسألة رأيا جماعياً، يتكون من الكثرة، وحكمه ماض، حتى يجد ما يوجب تغييره.
يدرس النظم الاقتصادية التي توسد العصر الحاضر، ويبين حكم الإسلام من غير تحريف ولا تخريج للنصوص في غير ما تدل عليه، أو تأويلها وهي ظاهرة بينة، فإن لم يجد بها بأساً أقرها، وإن لم يجد فيها أمراً حلالا كلف الاقتصاديين