/ صفحه 279/
وجمرة من جمرات العرب الثلاث. وقد قدح فكره وأورى زنده، فأبدع القصيدة المعروفة بالفاضحة، وسارت بعض أبياتها مسير المثل. وانتسب في ملاحاته مع النميري إلى خندف، فقال منها مخاطباً له:
تنح فان بحري خندفي ترى في موج جريته عبابا
علوت عليك ذروة خندفي ترى من دونها رتبا صعابا
الفرزدق:
يقول في احتمائه بخندف من قيس:
ترفع لي خندف ـ والله يرفع لي ـ ناراً إذا خمدت نيرانهم تقد
وفي المباهاة بهما:
إذا ذخرت قيس وخندف والتقى صميماهما إذ طاح كل صميم
وفي هجاء قيس وإيعادها:
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها قد جعلوا في يدي الشمس والقمرا
يا قيس عيلان إني كنت قلت لكم يا قيس عيلان ألا تسرعوا الضجرا
وإذا حاول البحث أن يرى لفيفاً من الشعراء متعاصرين في الجاهلية والاسلام تبادلوا التنافس فيما بينهم وفيما بين أصولهم يمنية ومضرية، قيسية أو خندفية هكذا فإنه غير واجد عددا يعتد به كذلك إلا في هذه الفترة التي استعرت فيها نار الأحقاد بين الفريقين، ومن وقف على الأسباب التي أقامت مروان بن الحكم خليفة على المسلمين بعد معاوية الثاني، وهيأت له انتزاع الخلافة من عبد الله بن الزبير بعد أن تمت له في الحجاز والعراق ومصر وبعض الشام مع مؤازرة المضريين له، أدرك وجهة المروانيين في ميلهم إلى اليمنيين، وإيثارهم لهم في كبر الولايات والوظائف، فأن اليمنيين أخوال يزيد بن معاوية يحرصون على بقاء الخلافة في بني أمية لاستبقاء سلطانهم فيها، فلولا اليمنيون لتمت الخلافة لابن الزبير، ومن هذا الحين اندلعت السنة النيران بين العنصريين، فبينما يحسب المضريون أنهم أرباب الدولة وعنصر