/ صفحه 261/
الطالبيين إلى تفضيل الطالبيين، ولكن سادات أهل البيت من الطالبيين كانوا على جانب كبير من الورع فلم يعبأوا بالامر، وقد رفض بعضهم مقترحات الدعاة بشأن البيعة، وكان الامويون على وشك الاستفادة من انقسام الهاشميين لولا أن الدعوة نمت نمواً هائلا وسرت مسرى النار في الهشيم، وذلك لملاءمة البيئة لها، وهي بيئة مشبعة بالسخط والثورة النفسية على سياسة الامويين، وهكذا كانت الدولة من نصيب بني العباس(2)
هذا على أن بعض المؤرخين، وأكثرهم من الفرنجة المستشرقين يغمرون العلويين بالعجز عن ا نتهاز الفرص، وأن العباسيين فاقوهم بالحزم والمضاء وبعد النظر في هذه الناحية.
و الواقع أن الطالبيين أكرهوا على الثورة في كثير من الاحيان لشدة طلب العباسيين لهم، إلى أن صارت الثورة على حكم العباسيين شعاراً لهم كما كانت من قبل على حكم الامويين. وقد انتهز بعض الطالبيين والعلويين طغيان الموالي والاتراك في الدولة العباسية واضطراب الأُمور فيها بعد ذلك فقاموا بثورات عدة، وحاولوا الاستقلال بجزء من البلاد الخاضعة للدولة العباسية، وقد نجح بعض زعمائهم في إنشاء دولة لهم بطبرستان، وهي ا لدولة الزيدية العلوية، عاشت أكثر من مئة سنة (3).
المهدى ـ الهادى ـ الخيزران:

ـــــــــــ
1- يرجع في ما يتعلق بكفاية رجال الدعوة إلى الاداب السلطانية لابن الطقطقى (111 - 112) ط الرحكمانية في ا لقاهرة.
2- يرجع إلى الآداب السلطانية عن اتجاه الدعوه وكيف أعرض عنها الطالبيون وكيف بويع العباسيون، وانظر عن انتقال الأمر إلى أوائل بني العباس من أبناء عمومتهم المصدر المذكور (119 - 120) .
3- تجد أخبار هذه الدولة في التاريخ الكامل (7/49 - 51) وانظر أيضاً مادة طبرستان في معجم البلدان

أربت الفترة الواقعة بين موت المنصور وبيعة حفيده هارون الرشيد على عشر سنوات قليلا. بويع خلالها المهدى والهادى، وتعتبر هذه الفترة ـ على