/ صفحه 260/
من الميل إلى آل أبي طالب، وقد روى بعض المؤرخين أن الفقهاء أشاروا على المنتصر بقتل أبيه بعد أن حكي لهم عنه أموراً فبيحة(2).
ومن الخلفاء العباسيين الذين اقترن تاريخهم بشدة الوطأة على الطالبيين ـ كما جاء في كتاب المقاتل ـ المهدى والهادى والرشيد والمأمون والمستعين والمعتز والمهتدى. وهكذا إلى خلافة المقتدر( 295 - 320) وحسبك أن مصارع الطالبيين في عصور الخلافة العباسية استوعبت جل كتاب المقاتل على ضخامة حجم الكتاب المذكور.
هذا ويحسن بالمؤرخ في هذا المكان الالمام بتأريخ هذا الخلاف أو النزاع بين أعيان هذين البيتين الهاشميين، والوقوف على علله وأسبابه، وذلك على الصورة الانية:
أصل الدعوة وصبغتها العامة:
كانت الدعوة إلى انتزاع السلطان من بني أمية هاشمية عامة في أصلها، شارك فيها الهاشميون: الطالبيون منهم والعباسيون، وكانت الجمعيات السرية القائمة بها في أواخر عصور الدولة الاموية تتألف من وجوه العلويين والعباسيين، وممن حضرها السفاح والمنصور، وكانت الدعوة تبث أو تعلن بشكل يتناول الهاشميين جميعاً، أي أن الدعوة كانت تعلن بالاضافة إلى (آل محمد أو أهل البيت) .و قد بويع من بويع من وجوه الفاطميين بالخلافة سراً، بايعه

ـــــــــــ
1- أنظر عن الفرق بين سيرة المتوكل وسيرة ابنه المنتصر في هذا الشأن مقاتبل الطالبيين (597/599، 626) من طبعة القاهرة، ومروج الذهب (2/284) وتأريخ الأمم والملوك للطبرى (11/81) والكامل لابن الاثير (7/20 - 39) وتجد أخبار خروج الطالبيين والعلويين على العباسيين في الكامل (5/243 - 253 - 265 271) وقد عنى غير واحد من المؤرخين بأخبار الطالبيين والعلويين الثائرين وتاريخ مقاتلهم ومن أشهر هم في ذلك الطبرى والمسعودى وابن الطقطقى صاحب الآداب السلطانية.
2- أنظر رواية ابن الاثير في الكامل(7/43 - 44)

العباسيون أنفسهم ومنهم السفاح والمنصور، فكانت الدعوة الهاشمية المذكورة في أخريات عصور الدولة الاموية على جانب عظيم من التنظيم والقوة. وقد امتاز الدعاة الهاشميون بدهائهم وخبرتهم (1) والواسعة.
اتجه الدعاة في أول الأمر بعد سير أحوال بنى العباس والمقارنة بينهم وبين