/ صفحة 305/
ولا فارق بين الجمعين فى البيتين الا أن الجمع الأول لحقته ألف الاطلاق مدّا للروى، لأن القافية مطلقة، والثانى لم تقترن به هذه الالف لوقوعه فى خلال الشعر.
فإذا أضيف جمع أب حذفت نونه للاضافة، وعليه حمل العلماء قراءة من قرأ ((و اله أبيك ابراهيم واسماعيل واسحاق)) .
ولا اخالك بعد هذه الشواهد الا مطمئن القلب لجمع أب على أبين، وبالتالى لجمع أخ على أخين، فإن الاب والاخ قد لزّا فى قرن جمعت بينها القربى والاستعمال العربى، لكنى موف بالدليل لجمع أخ على غرار اب كعهدى لك، وسأبدأ بالبيت الذي سألت عنه معتمداً فى الحكم بالجمعية على قول العلماء الاعلام. وهاك ما يستشهد به على جمع أخ على أخين بعد النص من الجاحظ على الجمعية كما قرأت فى صدر عبارته.
قال أبو زيد فى نوادره (و قال عقيل بن علّفه المرى من مرة عطفان:
وكان لنا فزارة عم سوء *** وكنت له كشر بنى الاخينا يقال أخ وأخان وأخون وأب وأبان وأبون) - وقال فى موطن آخر: (و قال عقيل بن علفة المرى البيت... أراد الاخوة)(1). وعلى منهاج أبي زيد قال ابن منظور فى اللسان (أخ) وقد جمع بالواو والنون قال عقيل بن علفة المرى:
وكان بنو فزارة شر عم *** وكنت لهم كشر بنى الاخينا
وقد استشهد الرضى فى شرح الكافية (باب الاضافة) بالبيت على جمع أخ على أخين، وأوفى البغدادى فى خزانة الادب هذا البيت حقه من بيان وهو الشاهد التاسع والعشرون بعد الثلثمائة، ومن كلامه (و الظاهر أن هذا البيت وحده لعقيل ابن علفة وهو غير مرتبط بالابيات التى أوردها الجاحظ قبله).
ومثيل هذا البيت قول الشاعر:
فقلنا أسلموا أنا أخوكم *** فقد برئت من الاحن الصدور
وهو فى شواهد ابن الشجرى فى الامالى: المجلس التاسع والاربعين، والاعلم

ــــــــــ
(1) ص 111، ص 191.