/ صفحة 272/
وإذا قال: مالك يوم الدين، يقول الله تعالى: مجدنى عبدى، وإذا قال: اياك نعبد واياك نستعين، يقول الله تعالى: هذا بينى وبين عبدى. الخبر، ووجه الاستدلال به أنه لم يذكر فى آيات الفاتحة بسم الله الرحن الرحيم ولو كانت آية لذكرها.
والجواب أن هذا معارض بخبر ابن عباس مرفوعا، وفيه قسمت الصلاة بينى وبين عبدى، فإذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: دعانى عبدى. الحديث(1)، وهو طويل، وشاهدنا فيه أنه قد اشتمل على البسملة، فنقض حديث أبي هريرة على أن أباهريرة روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فى الصلاة، وكان هو يجهر بها ويقول: انى لاشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مر عليك حديثاه فى ذلك(2).
ثالثها ما جاء عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمدلله رب العالمين، ولا حجة لهم به لانها جعلت الحمدلله رب العالمين اسماً لهذه السورة كما تقول: قرأت قل هو الله أحد، وقرأ فلان: انا فتحنا لك فتحاً مبينا، وما أشبه ذلك، فيكون معنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير وبقراءة هذه السورة التى أولها بسم الله الرحمن الرحيم.(3)
رابعها خبر ابن مغفل إذ قال: سمعنى أبي وأنا أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فقال: يا بنى اياك والحدث فانى صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فلم أسمع رجلا منهم يقرؤها(4)

ــــــــــ
(1) نقله المتقى الهندى حول البسملة صفحة 320 من الجزء الأول من الكنز، عن شعب الايمان للبيهقى.
(2) فراجع الحديث السادس والذى بعده من حججنا
(3) هذا ملخص ما قاله الامام الشافعى فى الجواب عن احتجاجهم بهذا الحديث.
(4) حديث ابن مغفل هذا أورده الامام الرازى فى حجج مخالفيه فى المسألة صفحة 106 من الجزء الأول من تفسيره. ثم قال: أن أنساً وابن مغفل خصصا عدم ذكر بسم الله الرحمن الرحيم بالخلفاء الثلاثة ولم يذكرا علياً وذلك يدل على أن علياً كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.