@ 199 @ وقتل أخاه ثم قدم العسكر مع رميثة ففر حميضة مختفيا في زي امرأة ولحق بخربندا بالعراق فتلقاه وأكرمه وبالغ في الإحسان عليه وندب معه أربعة آلاف فارس وراسل أخاه رميثة أن يأذن له أن يدخل مكة ويشاركه في الإمرة كعادته فامتنع وكاتب الناصر فأجابه بأن لا يفعل إلا أن دخل حميضة إلى مصر فجمع حميضة عسكرا ونازل رميثة فانهزم منه ودخل حميضة مكة عنوة وقطع خطبة الناصر وخطب لأبي سعيد ابن خربندا وأخذ أموال التجار والمياسير فجرد له الناصر عسكرا فانهزم منهم من غير قتال ثم عاد بعد ذهاب الحج فأرسل رميثة يطلب أخذ الأمان فأذن له وكان حميضة قد لحق ببني سعيد ثم أصطلح حميضة ورميثة فبلغ ذلك الناصر فغضب وقرر عطيفة في إمرة مكة فخرج حميضة عن مكة فلما حج الناصر سنة 719 وعاد وجرد الناصر له عسكرا فنزح قبل وصولهم وأخذ أموال الناس من النقد والبز وهو مائة حمل وأحرق الباقي وتحصن بحصنه الذي بالحديدة وقطع الفي نخلة والتجأ إلى صاحب الحليف وحصن بينه وبين مكة ستة أيام فدخل العسكر في ذي القعدة سنة 715 ثم تبعوه إلى مكانه فأحرقوا