@ 44 @ ابن جماعة وكان يتعانى التأنق البالغ فى ملبسه ومأكله ومسكنه ومات وعليه دين وكان لا يبقى على شيء رحمه الله قال الاسنوى فى الطبقات عرف الناس فى تلك المدة اللطيفة مقدار الرجلين قال وكان إماما فى العربية والمعانى والبيان ويتكلم فى الفقه والاصول كلاما حسنا وتلا بالسبع على التقى ابن الصائغ وكان غير محمود فى التصرفات المالية حاد الخلق وقد درس بزاوية الشافعى أخيرا ودرس بأماكن منها التفسير بالجامع الطولونى قلت ختم فيه القرآن تفسيرا فى مدة ثلاث وعشرين سنة ثم شرع من أول القرآن بعد ذلك فمات فى أثناء ذلك وشرح الألفية والتسهيل وهما معروفان وقطعة من التفسير وكان عزله فى رمضان منها وكان شرع فى كتاب مطول سماه تيسير الاستعداد لرتبة الاجتهاد وسماه التأسيس لمذهب ابن إدريس أطال فيه النفس جدا وكان جوادا مهيبا لا يتردد إلى أحد ولا يخلو من كثير من الناس يتردد إليه ولما عزل ابن جماعة لم يعزل من شىء من التداريس بل عوض عن معلوم القضاء من الجوالى فى كل شهر بألف درهم وجاء إلى القاضى بهاء الدين إلى منزلة فهنأه ثم جاءه ابن عقيل بعد ذلك إلى منزله فجلس بين يديه وقال أنا نائبك وقال شيخنا ابن الفرات وكان القضاة قبله