@ 35 @ قال فرجع ابن أبي ليلى على المدعى فقال له أمك أحية أم ميتة قال بل ميتة قال له أقم عندي البينة بوفاتها حتى أعلم ذلك قال فأقام عنده البينة بوفاتها فذهب ابن أبي ليلى ليسأل المدعى عليه عما يقول المدعي فقال له ابو حنيفة أقبل على صاحبك فسله هل لأمه وارث غيره فان كان له إخوة كانت المطالبة له ولهم وأن كان هو الوارث وحده كان قولا آخر فقال ابن ابي ليلى للمدعي هل لأمك وارث غيرك قال لا قال فأقم عندي البينة بذلك فأقام البينة أنه وارث امه لا وارث لها غيره قال فذهب ابن أبي ليلى ليسأل المدعى عليه عن دعوى المدعي فقال أبو حنيفة رضي الله عنه أقبل على صاحبك واسأله عن أمه أحرة هي أم أمة فقال ابن أبي ليلى للرجل أمك حرة أو أمة قال بل حرة قال فأقم عندي بذلك بينة فأقام البينة بذلك فذهب ليسأل المدعى عليه فقال أبو حنيفة رضي الله عنه ارجع أيضا إلى صاحبك وأسأله أمسلمة هي أم معاهدة قال حرة مسلمة من بنات آل فلان قوم سراة بالكوفة قال فأقم البينة عندي بأنها مسلمة فأقام البينة عنده بأنها مسلمة فقال أبو حنيفة رضي الله عنه شأنك الآن فاسأل الرجل عما ادعاه المدعي فسأله فأنكر فقال للمدعي ألك بينة قال نعم جماعة من وجوه أهل الكوفة قال فأحضرهم مع خصمك حتى أسمع شهادتهم عليه قال فأحضرهم ونهض أبو حنيفة فقال له ابن أبي ليلى تجلس حتى تحضر البينة قال لا وانصرف من وقته .
أخبرنا عبد الله بن محمد البزاز قال ثنا مكرم قال ثنا أحمد بن محمد بن مغلس قال ثنا العباس بن بكار قال ثنا أسد بن عمرو قال دخل قتادة الكوفة فنزل دار أبي بردة فخرج فقال لا يسألني أحد عن مسألة من الحلال والحرام إلا أجبته فقال له أبو حنيفة يا أبا الخطاب ما تقول في رجل غاب عن أهله أعواما ونعى إليها وظنت أمرأته أنه ميت فتزوجت ثم قدم زوجها الأول وقد ولدت ولدا فنفاه الأول وادعاه الثاني أكل واحد منهما قذفها أم الذي أنكر الولد ما الجواب