@ 33 @ السجن فقال يا أبا حنيفة يحل للرجل إذا أمره السلطان الأعظم ان يقتل رجلا ان يقتله قال قلت له وكان الرجل ممن وجب عليه القتل قال نعم قلت فاقتله قال فإن لم يكن ممن وجب عليه القتل قال قلت إن السلطان الأعظم لا يأمر بقتل من لا يستحق القتل .
أخبرنا عمر قال ثنا مكرم قال حدثني علي بن صالح البغوي قال ثنا أحمد بن محمد الهروي قال ثنا أبو عبد الله احمد بن مؤمل قال أنبأنا بشر بن الوليد قال كان في جوار أبي حنيفة فتى يغشى مجلس أبي حنيفة ويكثر عنده فقال يوما لأبي حنيفة إني أريد التزويج إلى آل فلان من أهل الكوفة وقد خطبت إليهم وقد طلبوا مني من المهر فوق وسعي وطاقتي وقد تعلقت نفسي بالتزويج فقال أبو حنيفة فاستخر الله وأعطهم ما يطلبونه منك فلعل زوجتك ان تسمح لك إذا دخلت بها بما يبقى من الصداق عليك فأجابهم إلى ما طلبوه فلما عقدوا النكاح بينهم وبينه جاء إلى أبي حنيفة فقال له إني قد سألتهم أن يأخذوا مني البعض وليس في وسعي الكل وقد أبوا ان يحملوها إلي إلا بعد وفاء المهر كله فماذا ترى قال احتل واقترض حتى تدخل بأهلك فإن الأمر يكون اسهل عليك من تشدد هؤلاء القوم ففعل ذلك وأقرضه ابو حنيفة فيمن أقرضه فلما دخل بأهله وحملت إليه قال له أبو حنيفة ما عليك ان تظهر انك تريد الخروج من هذا البلد إلى موضع بعيد وأنك تريد ان تسافر بأهلك معك فاكترى الرجل جملين وجاء بهما وأظهر انه يريد الخروج الى خراسان في طلب المعاش وأنه يريد حمله أهله معه فاشتد ذلك على أهل المرأة وجاؤوا إلى أبي حنيفة يشكونه ويستفتونه في ذلك فقال لهم أبو حنيفة فأرضوه بأن تردوا عليه ما أخذتموه منه فأجابوا إلى ذلك فقال أبو حنيفة للفتى أن القوم قد سمحوا أجابوا ان يردوا عليك ما أخذوه منك من المهر ويبرؤك منه فقال له الفتى فأنا أريد منهم شيئا آخر فوق ذلك فقال له أبو حنيفة أيما أحب إليك ان ترضى بهذا الذي بذلوه لك وإلا أقرت المرأة لرجل بدين فلا