بالبرية بار وكانت الحركة في سكون والنهضة في ركون والسرعة في هدوء وهدون حتى انضمت الأطراف المنتشرة وانتظمت الأفواج المنتثرة والتفت الجموع وارتجت الصفوف المتلفقة وتألفت الاشتات المتبددة واتسقت الأسباب المتمهدة وحملت الآلات وكملت الحالات .
ووصلنا إلى الحصن في أيام كأنهن ليال من ظلمة العثير وليال كأنهن أيام سنا السنور وقد جاش الجيش بقساور قساوة وضراغم ضراوة وليوث كفاح وكباش نطاح وأقران قران وقراع واخدان مصال ومصاع وفرسان طراد وأجادل جلاد ومثيري عجاج ومديري هياج ومعتقلي أنابيب ومشتملي شآبيب وممتطي شناخيب ومضمري أعاريب ومظهري أعاجيب ومضمري نقع ومضرمي روع ومسعري نار الوغى ومفجري ماء الطلى وقابضي أرواح العدى وباسطي جناح الهدى ومثقفي الوشيج مغارش العلى وجالي البيض في الدم المريج عرائس حمر الحلى ومريقي نجيع الكفر بالحرب الزبون ومذيقي جموع الشرك طعم المنون من كل أغلب قسوري وأجدل مضرحي وأحمس حي وندب شمري وضرب كمي وذمر مشيح للمهج مبيح وللنصل منتض وللضر متقتض وللقصر بار وللظفر جار وللقرن سالب وللطعن طالب وللثأر ثائر والزار زائر وللقاء العداة محب ولنداء المنايا ملب وللبوس البؤس مجتاب ولمتنامي النفوس منتاب وإلى نزع الذماء ونزح الدماء نازح فهاجوا وماجوا وعجوا وعاجوا إلى دار البقاء من دار الفناء .
ووصلنا إلى مخاضة بيت الأحزان يوم السبت والحصن مبين من دونها من الغرب فخيمنا منها بالقرب وجعلنا البرج مركز دوائر المخيم ورميناه من نزالنا ونزولنا بالصليم واحتمى الفرنج وامتلأ بهم البرج وضاق بالعسكر ذلك المرج ورفعنا على تلك الآكام آكاما من الخيم وعقدنا بالجو ركاما من أنفاس تلك الأمم ورمينا من