@ 91 @ .
ويقرب من هذا ما ذكره صاحب ابتهاج القلوب في مناقب الشيخ المجذوب أن الشيخ الصالح أبا عبد الله الملقب بكدار ابن الشيخ أبي زكرياء يحيى بن علال المالكي البوخصيبي رأى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فشكا إليه أولاد مطاع لما رآهم عليه من الفساد في الأرض فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يأتيهم أحمد فكان كذلك أتاهم عقب ذلك السلطان أبو العباس المنصور فأخذهم وفل جمعهم اه وأخبار المنصور من هذا النمط كثيرة .
وكان رحمه الله طويل القامة ممتلئ الخدين واسع المنكبين تعلوه صفرة رقيقة أسود الشعر أدعج أكحل ضيق البلج براق الثنايا حسن الشكل جميل الوجه ظريف المنزع لطيف الشمائل .
وكانت بيعته بعد الفراغ من قتال النصارى بوادي المخازن يوم الاثنين منسلخ جمادى الأولى سنة ست وثمانين وتسعمائة واجتمع عليها من حضر هناك من أهل الحل والعقد ثم لما قفل المنصور من غزوته تلك ودخل حضرة فاس يوم الخميس عاشر جمادى الآخرة من السنة المذكورة جددت له البيعة بها ووافق عليها من لم يحضرها يوم وادي المخازن ثم بعث إلى مراكش وغيرها من حواضر المغرب وبواديه فأذعن الكل للطاعة وسارعوا إلى الدخول فيما دخلت فيه الجماعة .
قال الفشتالي لما كانت وقعة وادي المخازن ونصر الله دينه وكبت الكفر وأهله واستوسق الأمر للمنصور كتب إلى صاحب القسطنطينية العظمى وهو يومئذ السلطان مراد بن سليم العثماني وإلى سائر ممالك الإسلام المجاورين للمغرب يعرفهم بما أنعم الله به عليه من إظهار الدين وهلاك عبدة الصليب واستئصال شأفتهم فوردت عليه الأرسال من سائر الأقطار مهنئين له بما فتح الله على يده وكان أول من وفد عليه رسول صاحب الجزائر ثم تلته أرسال طاغية البرتغال وهو الريكي القائم بأمرهم بعد هلاك سبستيان وليس خاله وإنما خاله طاغية الإصبنيول فيليب الثاني الذي جمع المملكتين معا بعد هلاك الريكي المذكور وبعد وقعة وادي المخازن بثلاث سنين فقدموا بهدية عظيمة وضعوها يوم دخولهم إلى فاس على الكراريص والعجل فعجب الناس منها