@ 90 @ محمد بن علي الجزولي الدرعي أنه اجتمع ببعض أهل المكاشفة بمصر فسأله عن السلطان أبي عبد الله الشيخ وأولاده قال فسميتهم له واقتصرت على الكبار منهم فلم أذكر المنصور لأنه كان أصغرهم سنا يومئذ فقال لي بقي منهم من لم تذكره فقلت له احمد فقال ذاك واسطة عقدهم ووجه صفقتهم فكان كذلك .
وقال الشيخ أبو فارس عبد العزيز الفشتالي لما أخذ المهدي البيعة لولده السلطان الغالب بالله كما تقدم استقدمه من فاس وأوصاه بالمنصور جدا وقال له إن الفائدة فيه أو كما قال وهكذا كان ينبه على أنه واسطة عقد أولاده وكان المنصور رحمه الله يحدث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وأنواره تشرق قال فوقع في نفسي أن أسأله عن نصيبي من الخلافة فكاشفني صلى الله عليه وسلم بما في خاطري وأجابني بما حقق لي نيلها ثم أشار لي بأصابعه الثلاثة الشريفة ضاما الإبهام منها إلى السبابة والوسطى وقال أمير المؤمنين اه .
وقال الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد التامنارتي في كتابه الفوائد الجمة بإسناد علوم الأمة أخبرني الفقيه أبو العباس أحمد بن عبد الله الدغوغي صاحب الحسبة بتارودانت أنه رأى في منامه كأنه في حلقة يسرد فيها صحيح البخاري بموضع من دار الخلافة بها وأبو العباس المنصور يومئذ بها وذلك قبل ولايته قال فرأيت في طرة الكتاب هذا اللفظ ورى الزند فكنت أتأمل معناه فالتفت فإذا برجل انعزل ناحية على طنفسة فوقع في نفسي أن أسأله فأتيته بالكتاب وقلت له يا سيدي ما معنى هذه الكلمة التي في طرة هذا الكتاب فقال لي قل لمولاك أحمد أنا الذي أوريت زندك ما دمت على الحق فإن عدلت عنه فأنا بريء منك فقلت له ومن أنت يا سيدي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمض إلا قليل حتى ولي الخلافة وحمدت سيرته قال أبو زيد وناهيك بزند أوراه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على أن ولاية الإسلام لا تنعقد إلا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشتهرت المرائي بذلك