@ 45 @ ليبارزه إن شاء فأجابه القائد إلى مراده وذهب الرسول بالكتاب حتى وقف على نحو غلوة من المدينة وهذا الموضع هو الذي كانت تقف فيه رسل آزمور إذا قدمت لغرض فخرج إليه البريد من عند صاحب الجديدة وحاز الكتاب ورجع به إلى صاحبه فلما قرأه أحضر جماعة من وجوه جنده وعرض عليهم ما فيه فقام رجل منهم وقال أن صاحبه وهذا الرجل سماه لوزير وقال كان ابن ثلاثين سنة كامل القامة ممتلئ الأعضاء أسمر اللون كثير شعر البدن أسود اللحية وكان برأسه جرح لم يندمل من وقعة كانت بينهم وبين أهل أزمور قبل ذلك فكتب صاحب الجديدة إلى قائد آزمور إنا قد أجبناك إلى ما دعوت وقد أعجبنا ذلك وها نحن قد عينا لصاحبك قرنه فلتعينوا لنا اليوم والساعة التي تكون فيها الملاقاة فاتفقا على يوم معلوم وفي ذلك اليوم سار قائد آزمور في أصحابه ووجوه أهل بلده ومعهم الرجل المذكور إلى الجديدة فانتهوا إلى الموضع الذي جرت العادة أن يقف فيه المسلمون وخرج قائد النصارى في جماعته وشرطوا للمبارزة وكيفتها شروطا منها أن تبعد كل جماعة من صاحبها بخمسين خطوة ولا يلتقي إلا المتبارزان وحدهما بمرأى من الفريقين ومنها أن مساحة الموضع الذي يكون فيه مجالهما خمسون شبرا وسطا من الفريقين وإن من خرج عن هذا المحل منهما ولو قيد شبر كان رقا للآخر وأعطوا خطوطهم بذلك ولما حان وقت البراز خرج عدلان من جانب المسلمين حتى انتهيا إلى النصراني ففتشاه لينظرا ما عليه من السلاح وما معه لأن من جملة الشروط أن لا يتبارزا إلا بالسيف والرمح فقط فلم يجدا مع النصراني سواهما قال لويز وكان صاحبهم المذكور يحسن الضرب بكلتا يديه فشرط عليه العدلان أن لا يقاتل إلا باليمين فرضي ثم خرج شاهدان من جانب النصارى حتى انتهيا إلى المسلم ففتشاه فلم يجدا عنده سوى السيف والرمح أيضا غير أنه قد علق على ذراعه تمائم كثيرة مخروزة في الجلد فقال له الشاهدان لا بد أن تنزع