@ 44 @ شاطئ البحر لبعض حاجاته فلم يرعه إلا النصارى قد أحدقوا به وأخذوا بلجام فرسه وجعل بعضهم فم مكحلته في صدره فلم يملك المسلم من نفسه شيئا ثم أنزلوه عن الفرس وساقوه إلى الفلك أسيرا ولججوا به في البحر ولما بعدوا عن البر شيئا ما رمى أحدهم الفرس برصاص فقتله ثم أسرعوا إلى الجديدة فدخلوها واجتمع النصارى على المسلم وهو كالمبهوت بينهم ثم سألوه عن خبر الجيش المحاصر لهم فأخبرهم بأنهم يناجزونهم بعد هذا مرة أخرى أو مرتين فإن لم يظفروا بهم ارتحلوا عنهم فكان كذلك قال وكان ارتحال المسلمين من الجديدة في سابع مايه العجمي من السنة المذكورة فعمل النصارى لذلك عيدا وأحدثوا في كنائسهم صلوات لم تكن قبل وذلك بإشارة باباهم صاحب رومة .
ومما حكاه هذا البرتغالي فيما كان يجري بين أهل آزمور وبينهم من الحرب وذلك بعد هذا الحصار بمدة يسيرة أنه كان بآزمور امرأة حسناء وخطبها رجل من أهل البلد سماه لويز إلا أنه لم يحسن النطق به لعجمته وأظنه اسمه الميلودي لأن الحروف التي ذكر تقرب منه قال فامتنعت عليه فراودها أياما واشتد كلفه بها فلم تزدد عليه إلا تمنعا فبعث إليها ذات يوم يرغبها في نفسه ويدلي عليها بمآثره التي من جملتها الشجاعة حتى قال لها وإن شئت أن آتيك برأس أعظم نصراني بالجديدة وأشجعه فعلت ولعلها كانت موتورة لهم فقالت له إن أتيتني به تزوجتك فذهب الرجل المذكور إلى قائد آزمور ولم يسمه لويز وعرض عليه أن يكتب إلى كبير نصارى الجديدة وصاحب رأيهم بأن يعين من جانبه رجلا من شجعانهم