@ 210 @ عليها حتى كاد طبعه لا يواتيه في سواها بل كان طبعه في ذلك أكثر من فقهه ثم ولي القضاء بشريش وأصابه خضر لازمه نحو السنتين ثم توفي مستهل شعبان من السنة المذكورة .
وفي سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة توفي وحيد عصره وأعجوبة دهره الولي العارف الشيخ أبو يعزى يلنور بن ميمون قال قوم إنه من هزميرة إيرجان وقيل من بني صبيح من هسكورة مات وقد نيف على المائة بنحو الثلاثين سنة ودفن بجبل إيرجان في أوائل شوال من السنة المذكورة كان الشيخ أبو مدين رضي الله عنه يقول رأيت أخبار الصالحين من زمن أويس القرني إلى زماننا هذا فما رأيت أعجب من أخبار أبي يعزى قال ونظرت في كتب التصوف فما رأيت مثل الإحياء للغزالي وكان لباس الشيخ أبي يعزى برنسا أسود مرقوعا إلى أسفل من ركبتيه وجبة من تليس مطرف وشاشية من عزف وكان يتعيش من نبات الأرض ولا يشارك الناس في معايشهم وكان طويلا رقيقا أسود اللون وكان إذا جنه الليل دخل غيضة كثيرة السباع يتعبد فيها فإذا قرب الفجر أعلم أصحابه به وأحواله رضي الله عنه وكراماته كثيرة .
وفي سنة ثلاث وسبعين بعدها توفي الشيخ العارف أبو الحسن علي بن خلف بن غالب القرشي دفين قصر كتامة نشأ بشلب من بلاد الأندلس وقرأ بقرطبة واستقر آخرا بقصر كتامة وبه توفي في السنة المذكورة وقيل إن وفاته كانت سنة ثمان وستين قبل هذا التاريخ والله أعلم وكان رضي الله عنه متمكنا في علوم القوم وكان الأولياء يحضرون مجلسه وهو من تلامذة أبي العباس بن العريف المتقدم الذكر .
وفي سنة ثمانين وخمسمائة توفي الشيخ أبو عبد الله التاودي العلم من أهل مدينة فاس ومن أصحاب الشيخ أبي يعزى وكان يعلم الصبيان فيأخذ الأجر من أولاد الأغنياء فيرده على أولاد الفقراء ومات بفاس في السنة المذكورة وهذه النسبة إلى بني تاودي وهي قبيلة بقرب فاس