@ 209 @ .
( فجد بما رمت من جداوك يا أملي % فبحر جودك عذب ليس بالأجن ) .
( سقى ضريحك غيث ما يزال به % بستان أنسك وهو مورق الفنن ) .
( بجاه أفضل خلق الله كلهم % محمد ذي المزايا الغر والمنن ) .
( عليه أزكى صلاة الله ما تليت % صحف وما نسج القريض ذو لسن ) .
( والآل والصحب والأزواج قاطبة % ومن قفا نهجهم في كل ما زمن ) .
واعلم أن التعلق بأولياء الله رضي الله عنهم يجب أن يكون مع استحضار أن الله تعالى هو المطلوب على الحقيقة والفاعل للأشياء كلها لا معبود غيره ولا مرجو سواه وإنما التمسك بأهل الله لأجل التبرك بهم والاستشفاع بهم إلى الله تعالى لأنهم أبواب الله والدالون عليه نفعنا الله بهم وأفاض علينا من مددهم آمين .
وفي سنة تسع وستين وخمسمائة توفي الشيخ الفقيه العالم أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف المعروف بابن قرقول صاحب كتاب مطالع الأنوار الذي وضعه على مثال كتاب مشارق الأنوار للقاضي عياض كان من الأفاضل وصحب جماعة من علماء الأندلس وتوفي بمدينة فاس يوم الجمعة أول وقت العصر سادس شوال من السنة المذكورة وكان قد صلى الجمعة في الجامع ذلك اليوم فلما حضرته الوفاة تلى سورة الإخلاص وجعل يكررها بسرعة ثم تشهد ثلاث مرات وسقط على وجهه ساجدا فوقع ميتا رحمه الله .
وفي سنة سبعين بعدها توفي الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأنصاري المعروف بالمتيطي ومتيطية قرية بأحواز الجزيرة الخضراء وهو الموثق المشهور لازم بمدينة فاس خاله أبا الحجاج المتيطي وبين يديه تعلم عقد الشروط وله كتاب كبير في الوثائق سماه النهاية والتمام في معرفة الوثائق والأحكام ثم انتقل إلى سبتة فاستوطنها ولازم مجالس علمائها بالمناظرة والتفقه ومهر في كتابه الشروط واشتغل بها حتى لم يكن في وقته أقدر منه عليها وكان له في السجلات اليد الطولى وطبع