@ 84 @ فأرسل جباة بخمسمائة دينار إلى حسان بن ثابت وأمضاها له عمر فمدحه حسان بن ثابت بأبيات منها .
( إن ابن جفنة من بقية معشر % لم يغذهم آباؤهم باللوم ) .
( لم ينسني بالشام إذ هو ربها % كلا ولا متنصرا بالروم ) .
( يعطي الجزيل ولا يراه عنده % إلا كبعض عطية المذموم ) .
وفي سنة سبع عشرة جيء إلى عمر بالهرمزان ملك الأهواز أسيرا ومعه وفد فيهم أنس بن مالك والأحنف بن قيس فلما وصلوا به إلى المدينة ألبسوه كسوته من الديباج المذهب ووضعوا على رأسه تاجه وهو مكلل بالياقوت ليراه عمر والمسلمون على هيئته التي يكون عليها في ملكه فطلبوا عمر فلم يجدوه فسألوا عنه فقيل هو في المسجد فأتوه فإذا هو نائم فجلسوا دونه فقال الهرمزان أين هو عمر قالوا هو ذا قال فأين حرسه وحجابه قالوا ليس له حارس ولا حاجب فنظر الهرمزان إلى عمر وقال عدلت فأمنت فنمت واستيقظ عمر لجلبة الناس فقال الهرمزان قالوا نعم يا أمير المؤمنين فقال الحمد لله الذي أذل بالإسلام هذا وأشباهه وأمر بنزع ما عليه فنزعوه وألبسوه ثوبا ضيقا فقال عمر كيف رأيت عاقبة أمر الله فيك فقال الهرمزان لما خلى الله بيننا وبينكم في الجاهلية غلبناكم ولما كان الله الآن معكم غلبتمونا .
وفي سنة ثمان عشرة كانت مجاعة الرمادة وطاعون عمواس وحلف عمر لا يذوق السمن واللبن حتى يحيى الناس واستسقى عمر بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فسقوا وهلك بالطاعون أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد ابن أبي سفيان والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وابنه عتبة في آخرين أمثالهم وتفانى الناس بالشام وبالبصرة أيضا ولما فحش أثر الطاعون بالشام أجمع عمر المسير إليه ليقسم مواريث المسلمين ويتطوف على الثغور ففعل ورجع وكانت له خرجة أخرى قبل هذا لفتح بيت المقدس .
وفي سنة عشرين فتح عمرو بن العاص مصر والإسكندرية وشهد الفتح