@ 81 @ الشيباني وكان بطلا من الأبطال نظير خالد بن الوليد في يمن النقيبة والجراءة على الأعداء فأوقع بأهل فارس عدة وقعات منها وقعة البويب قتل فيها من الفرس مائة ألف أو يزيدون ثم إن عمر رضي الله عنه استأنف الجد لجهاد فارس وقال والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب فلم يدع رئيسا ولا ذا رأي ولا خطيبا ولا شاعرا إلا رماهم به فرماهم بوجوه الناس وكتب إلى المثنى يأمره أن يخرج بالمسلمين من بين العجم ويتفرق بهم على المياه بحيالهم وأن يدعو الفرسان وأهل النجدات من ربيعة ومضر ويحضرهم طوعا وكرها .
ثم حج عمر سنة ثلاث عشرة ورجع إلى المدينة فوافته أمداد العرب بها فعقد عليهم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وولاه حرب العراق وأوصاه وقال يا سعد بن أم سعد لا يغرنك من الله أن يقال خال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله لا يمحو السىء بالسىء ولكنه يمحو السىء بالحسن وليس بين الله وبين أحد نسب إلا بطاعته فالناس في دين الله سواء الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمه فالزمه وعليك بالصبر ثم سرحه في أربعة آلاف ممن اجتمع إليه فيهم وجوه العرب وأشرافها وانضاف إليه في طريقة جموع أخر فكانت له في هذا الوجه وقعة القادسية المشهورة دامت فيها الحرب بين المسلمين والفرس أربعة أيام بلياليها وقتل فيها رستم زعيم الفرس وصاحب حربها واستلحمت جنوده وكان الفتح الذي لم يكن له في الإسلام نظير وذلك في المحرم سنة أربع عشرة وقيل خمس عشرة ثم كان بعدها فتح المدائن وجلولاء وسائر بلاد العراق وغيرها من بلاد فارس الجبل وأرمينية وأذربيجان وسجستان وكرمان ومكران وخراسان وغير ذلك مما يطول ذكره وكذا استولى جيوش المسلمين الذين بالشام على بلاد الشام والجزيرة وأنطاكية