@ 65 @ أني نصحت لكم أن قبلتم وإلا فكما قال تعالى عن نبي من أنبيائه ! < ولكن لا تحبون الناصحين > ! الأعراف 79 أنشدك الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض أما قلت لك بعد رجوعي العام الأول من مراكش بل الذي قبله إن العذر لا يحسن وصرحت ولوحت بأن شق العصا لا يحل غيرة مرة وما كفاني القول الدال على ذلك إلى أن زدت الفعل بالخروج من مدينة لا أبغضها كما قال .
( فوالله ما فارقتها عن قلي لها % وإني بشطي جانبيها لعارف ) .
ورضيت بالبادية مع جفائها فرارا من الفتن وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن يكون خير مال الرجل غنما يتبع به سعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) ثم بعد فعلى هذا كله نصحت فلم أفلح وخانوا فأفلحوا وعدوا علي من القبائح طاعتي للأئمة مع أنك يوم جاء إلى دارك قلت لهم هذا أميركم ونحن لا نشك أنك من المعتبرين في مغربنا وأن بيعتك لأحد لازمة لنا وكذلك حين ذهبت إلى مراكش في وقعة أبي محلي قد أراد أهل مراكش فأبيت وأبحت البلاد لخدم الأمير وقلت لهم إنه الأمير وفهمه الناس عنك بلسان الحال وبلسان المقال ونصروه بمرأى منك ومسمع أفتشك بعد أن كان منك هذا أنك مبايع وأنت قدوة وإذا كان هذا فأي حجة لك على الأمير ولا على المأمورين فمن زين لك قتاله فقد غشك إذ هو مسلم وابن مسلمين .
فإن قلت موافقتي مشروطة بشروط لم يوف لي بها قلت هب أنه لم يوف لك أفتستبيح قتاله لأجل ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار ) الحديث فبالله أيها الشيخ ما تقول في هذا الحديث وأنظاره وما تقول فيما انتهب أو عسى أن ينتهب من أموال الناس وأخذ بغير حق وأنفق في سبيل الطاغوت والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس ) أو ما تستحي من ربك يوم تسأل عن النقير والقطمير ولست ممن خفي عليه ذلك كله فتعذر عند