[556] على بن الامام موسى الكاظم عليه السلام، وإليه تنسب عائلة المبرقع، ولا يزال لهم أحفاد وأبناء في قم منتشرين في كل نواحيها، داخلها وخارجها، والاراضي المجاورة لها من النواحي والقرى. والذي مشهور بين القميين لقب (برقعي)، وهم المعنيون، نسبة إلى جدهم الكبير موسى بن محمد المبرقع. وكان سبب إخراج هذا السيد من قم هو بفعل بعض من ينسب إلى العلم والعلماء، بل من نسبته إلى الجهل أقرب منه إلى العلم، وتظافرت جهود بعض الحاسدين ومن له مقربة إلى السلطان فغرر بالوالي، مما أعانهم على إخراج السيد، فالتجأ أبو جعفر موسى المبرقع إلى كاشان، حيث استقبله هناك أحمد بن عبد العزيز ابن دلف العجلي، فأنزله المكان المناسب، وأكرمه بما يليق شأنه، على ما في ذلك من آيات التكريم والحفاوة والتعظيم. وقد مر الحديث عنه باختصار في الفصل الاول، فراجع. وبعد هذا العرض السريع نستخلص أن علماء الشيعة الامامية، سواء كانوا في قم أم في الري، قد حرصوا على تنقيح اصول المذهب، والمحافظة على تراث أهل البيت عليهم السلام، وإيصاله إلى الاجيال بصورة نقية سالمة، بعد تهذيب الاحاديث، وتمحيص الزائف من الصحيح، ثم أودعوا - ما وصل بهم الدليل - تلك الاحاديث والاخبار في مصنفاتهم وموسوعاتهم الحديثية والفقهية، وقد عرفت أن أول عمل ضخم برز إلى الوجود ليتناقلة العلماء والفقهاء هو عمل الشيخ الكليني قدس سره. وأرجو أنك - أيها الباحث الجليل، والقارئ الكريم - قد اطلعت على " الكافي " من خلال حديثنا المتقدم الذي وضعناه في سبعة فصول. وخلاصة تلك الفصول تبين أن للشيخ الكليني - رحمة الله عليه ورضوانه - مسلكا خاصا قد انفرد به وهو يؤلف كتابه " الكافي "، وأن لمسلكه ذاك خصوصيات ________________________________________