[30] ولا أريد في هذا البحث أن أطيل الكلام على شعر المؤلف.. وشاعريته الجياشة وقريحته الخصبة، والتحدث عن بعض خصائصه ونزعاته، ولكني أريد في هذا المقام، الألمام والأشارة الى الساعات خاطره وسرعة نظمه للشعر، فلا يعسر عليه قول الشعر في أية ساعة من الساعات، وفي أي حال من الأحوال يدعو الشعر فيجيئه في أقرب من لمح البصر وهذا دليل على أن جهاده في سبيل العلم والحق لم يصرفه عن العناية بالأدب، وحسبه ديوانه الخالد على وجه الدهر.. قال السيد الأمين: أمام في الرجال والحديث: واسع التتبع، كثير الأطلاع قوي الحافظة، لا يكاد يسأله أحد عن مطلب إلا ويحيله الى مضانه من الكتب مع الأشارة الى عدد الصفحات، وكان أحد الأساطين والمراجع في الهند، وله وقار وهيبة في قلوب العامة وأستبداد في الرأي، ومواظبة على العادات، وهو معروف بالأدب والعربية معدود من أساتذتهما وأليه يرجع في مشكلاتهم، وخطبة مشتملة على عبارات جزلة وألفاظ مستطرفة، وله شعر جيد ومنه: إن كنت من شيعة الهادي أبي حسن حقا فأعدد لريب الدهر تجنافا إن البلاء نصيب كل شيعته فأصبر ولا تك عند الهم منصافا (1) وهذا المعنى مأخوذ من قول الأمام أمير المؤمنين عليه السلام: من أحبنا أهل البيت فليستعد للبلاء، وفي رواية فليستعد للفقر جلبابا - وقد ثبت إن النبي (ص) قال لعلي عليه السلام: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (2) - وقد ثبت إن النبي (ص) قال: إن البلوى أسرع الى المؤمن من الماء الى الحدود (3). وقال الحجة الثبت شيخنا الأكبر العلامة الأميني قدس الله روحه: بهجة الأدب ومهجة الأدب، مجموعة شعرية أدبية في مجلدين، تحتوي على قصائد جمع من أعلام هند الفطاحل، ورجالها الأفذاذ، أنشدت في الحفلات الدينية ________________________________________ (1) أعيان الشيعة 49: 108. (2) الغدير 3: 183. (3) إبن أبي الحديد 4: 289 (*). ________________________________________