[29] جاء إنه يقع في 16 مجلدا ضخما كلها من طرق العامة، مع ذكر أسانيدها ومصادرها بصورة وافية مع ترجمة لرجال السند (5). 12 - نفحات الأنس: بحث قيم في وجوب قراءة السورة في الصلاة (6). وللمؤلف رضي الله تعالى عنه.. غير هذه الروائع الخالدة بحوث ودراسات أخرى تحتفظها خزانة كتبه العامرة وكلها تعتبر من كنوز الفكر والعقل، وتمتاز جميهعا بأمانة النقل، وترابط الكلام، وشدة الصقل، وأشراقة البيان، وصحة الأستنباط، وسعة التتبع وشمول الأستقصاء، ودقة الملاحظة، وإيفاء البحث حقه من شتى جوانبه. شاعريته: على الرغم من مناعة المؤلف، كرم الله وجهه.. في البيان، وحيويته في البحث والتتبع وأحاطته الكاملة بالسنة النبوية، ومعاجم السير، والحديث، والتاريخ، والرجال، فقد كان في بعض الأحايين يخوض عباب الشعر ويتغلب على أمواجه، كأنه إبن الشعر ونسيجه وصنيعه، مارس الشعر منذ نعومة أطفاره، ودرس على مدارسه، ولا عجب لأن في طبع الأنسان كما قيل، نزوعا الى الترنم محاكاة للطيور في أوكارها فهو إن قطع مسافة أو جهد في عمل نزع الى التشاغل من متاعب جسده بشغل فمه، والترنم يستدعي كلاما تسبح به العواطف وتستلذه الأذن، فوجد الشعر بهذه الدواعي، ولا حاجة للقول بأنه كان على غاية البساطة خاليا من ديباجته الحالية، ومناسبا لسذاجة الأنسان الأولية، ثم أخذ يتطور ويتهذب على حسب ترقي الأنسان وطوره، حتى أنتهى الى الدرجة التي تشاهده عليها. ________________________________________ (6) الذريعة 24: 247 (*). ________________________________________