[22] آفاقهم، فأذا أسماؤهم ومآثرهم كالشهب الوهاجة.. تتلألأ في كبد السماء ما دامت الحياة. وقليل.. وقيل الذين ترتسم أسماؤهم في كل أفق من تلكم الأفاق، وتستنير مآثرهم مدى الحياة.. إلا أولئك الأفذاذ الذين ارتفعت بهم الطبيعة، فكان لهم من نبوغهم النادر، وشأنهم العظيم ما يجعلهم افذاذا في دنيا الفكر الأسلامي كلها، ومنهم السيد المؤلف.. فقد شاءت المنحة الآلهية، والأرادة العليا أن تبارك علمه، ويراعه، وبيانه، فتخرج منهم للأجيال والشعوب نتاجا فكريا من أفضل النتاج، وغذاء معنويا تتغلب به على التيارات السامة الوافدة عليها من خارج الوطن الأسلامي، وما تحيكه أذناب الجهل والعمالة، داخل الوطن من أنحراف مسير المسلمين وإتجاهاتهم البنائة الهادفة الى توحيد الكلمة، وكلمة التوحيد.. وقد لا أكون مبالغا ولا متعصبا ولا منحازا حين أطلق العنان للقلم فيسجل: أن السيد المؤلف يتقدم بما أنتجه وكتبه وصنفه الى الطليعة من علماء الشيعة ورجالاتها الذين كرسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذهب والحق والواقع، والأسلام الصحيح المتمثل في التشيع وبهذا أستحق أن يتصدر مجلس الخاصة في العالم الأسلامي الحاضر وحتى في عصوره المقبلة. هذا وكان من المتوقع أن المشاكل الأجتماعية والمذهبية والسياسية المتراكمة من حوله، والمهددة لحياته بالويل والثبور، أن تصرفه عن النظر في حياته العلمية، وتزحزحه عن عمله الفني.. وأقول الفني.. لأن البحوث والقضايا التي تطرقها كانت مبتكرة وخاصة به.. والواقع أن رجلا يمنى بما منى به - سيدنا - ينصرف عادة عما خلق له من علم وتأليف، فان ما يحيط به من الصعاب، يضيق بالنظر في أمر المكتبة والعود الى الكتابة، لولا بركة وقته، وسعة نفسه، وقدرة ذهنه، ورحابة صدره، وتوكله وأتجاهه التام وتسليمه الى خالقه وبارئه ومصوره. أن جهاده العلمي وأنهماكه الفكري لم تستسيغ له الحضور في الأندية ________________________________________