[15] والخير.. المتطلقة الى العدالة والانسانية.. التواقة الى القيم العالية واعلاء كلمة التوحيد.. وتوحيد الكلمة، الى جانب العلم والشجاعة والصبر والتضحية والايثار، وهذا المثل فيهم ذاتية فطموا عليها.. فهم منذ الطفولة تراهم في جهاد متواصل في سبيل الله.. ونضال مستمر ديني.. ودعوة صادقة للدين الذي ارتضاه الله لنفسه.. بشتى العوامل ومختلف الأساليب والصور. ان تلك الروح على ماهي عليها من قيم لم تكن الا نتيجة الوراثة والتربية، تقوم على أسس قويمة واهداف سامية لها كل الارتباط بالحق والعقيدة، فيستمدون منها السند والعون في حركاتهم وثوراتهم لايعرف الناس عنها إلا نتائجها الحسنة في أكثر الأحيان (1). هذا وخشية الأبتعاد عن صميم الدراسة، نعود الى ماكنا نتحدث عنه، وهو الوقوف على حياة المؤلف العظيم كرم الله وجهه.. فحمل قلم الجهاد، ودخل معترك النضال، وشق عبابه بيقضة وانطلاق، وجعل الطريق امام الأجيال مستقيمة، واضحة بعيدة، من كل تسيب واعوجاج، وحيرة، وتخبط وتغلب على العراقيل وازاحة ما يمنع مسير المجتمع الاسلامي الحثيث، لأن الجهل والباطل وزبانيتهما كانوا في الواقع يشكلون خطرا على الحق، ويهدد الواقع. وما أعظم هذا الايثار والتفاني والجهاد، بصور المختلفة الرائعة ذات معنى واحد في سبيل الحق المغتصب - الخلافة الآلهية.. والفئ المهتضم حقوق العترة الطاهرة وفي مقدمتها فدك.. فكانت شهامة وتضحية في أسمى صورها التي يتصورها البشر، وتهتز لها قلبه هزا، وتدفع به الى ساحات النضال، والكفاح في ساحات الحق والعدل، والدعوة الى الله بجلال الايمان، وحرارة الأخلاص. ان أبا محمد سعيد.. بهذا الواجب والشعور، والفتوة والمناعة وضع مؤلفاته وبحوثه.. لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ________________________________________ (1) بطل فخ: 36 (*). ________________________________________