[11] المقدمة: في طوايا التاريخ على امتداده، يجد الباحث والمتتبع، رجالا وعباقرة غيروا مسير التاريخ بعلمهم، وفنهم، وأقتادوا الشعوب الي شواطئ المجد والخلود، وجداول الحق والواقع، وأوقفوهم على المهيع القويم، والسراط المستقيم. نستوقف على نفر من الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، ولا يخشون أحد إلا الله وكفى بالله حسيبا (1) ويدفعون الأمة الى قمة الأنسانية، والتكامل، وفي أيديهم قبس من تلك الحرائق التي يشعلها الأنبياء، أضواء هداية على الطرق، وزيتها من دمهم الذي يتوهج زيتا، لا أكرم في الزيوت ولا أضوأ في الأنارة، ويقودون الأشرعة التائهة في اليم.. والقافلة الضالة الحائرة في البيداء.. الى موانئ السلامة، وسواء السبيل والهداية. يجد الباحث ببطن التاريخ صور الذين كانوا على إمتداد التاريخ في الشموخ مشاعل وهاجة، ومنارات شاهقة، حادوا قافلة الجهاد الفكري، في ظروف قاسية.. في الاسار، وقبضة الارهاب والبطش التي كانت تلاحق كل من همس بايمانه، ناهيك عن الهتاف بعقيدته، واعلانها على رؤوس الأشهاد. في ظروف حالكة وعهود قاتمة.. والسلطة الحاكمة فيها قيد في الأيدي، وعلى الأفواه والسجون والمنافي جعلت بيوتا ومأوى للفقهاء والعلماء والشعراء، برغم هذا التعسف كله تعمل نفر منهم جاهدة لأبادة الجهل والكفر والباطل، * هامش (1) سورة الأحزاب: 39 ________________________________________