[430] رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان (1). وأخرج البخاري حديثا آخر فيه بأن عبد الله بن مسعود لما قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر ركعتين في منى، قال: ثم تفرقت بكم الطرق فياليت حظي من أربع، ركعتان متقبلتان (2). وقال الطبري في تاريخه في حوادث عام تسع وعشرين: وحج بالناس في هذه السنة عثمان، فضرب بمنى فسطاطا، فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى، وأتم الصلاة بها وبعرفة. فذكر الواقدي عن ابن عباس يقول: إن اول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا، أنه صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين، حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، وتكلم في ذلك من يريد ان يكثر عليه. حتى جاء علي (عليه السلام) فيمن جاءه، فقال (عليه السلام): والله ما حدث أمر، ولا قدم عهد، ولقد عهدت نبيك (صلى الله عليه وآله) يصلى ركعتين، ثم ابا بكر ثم عمر وانت - يا عثمان - صدرا من ولايتك، فما ادري ما ترجع إليه ! ؟ فقال عثمان: رأي رأيته (3). مقارنة واستنتاج: هذه الموارد العشرة التي ذكرناها نقلا عن البخاري ومسلم من الموارد التي خولف فيها النصوص الصريحة في القرآن والسنة النبوية التي اجتهد فيها الخلفاء مقابل النص، وهذه الحقائق الكامنة وراء الدفاع المرير عن الأحكام المذكورة المبتنية عليها جذور الخلافة. ________________________________________ (1) صحيح البخاري 2: 53 أبواب التقصير باب الصلاة بمنى، صحيح مسلم 1: 483 كتاب صلاة المسافرين باب (2) باب قصر الصلاة بمنى ح 19. (2) صحيح البخاري 2: 194 كتاب الحج باب الصلاة بمنى. (3) تاريخ الطبري 4: 267 حوادث سنة تسع وعشرين. ________________________________________