[ 530 ] ومن طريف ما رايت من كثير من المسلمين تعظيم ليلة خمس وعشرين من شهر رمضان ومن بعضهم ليلة تسع وعشرين، وما رايت لهم اهتماما ولا اكراما لليلتى احدى وعشرين ولا ليلة ثلاث وعشرين من الشهر المذكور، وقد رووا تعظيم الليلتين المهملتين. فمن ذلك ما ذكره الحميدى في مسند أبى سعيد الخدرى في الحديث الرابع من المتفق عليه عن أبى سلمة عن أبى سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله اعتكف في العشر الاولى من رمضان، ثم اعتكف العشر الاوسط في قبة تركية على سدتها حصير. قال: فاخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع راسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: انى أعتكف العشر الاول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكف العشر الاوسط ثم أتيت فقيل لي: انها في العشر الاواخر. فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه قال: واني أريتها ليلة وتر وانى أسجد صبيحتها في طين وماء، فاصبح من ليلة احدى وعشرين وقد قام الى الصبح، فمطرت السماء فوكف المسجد فابصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة احدى وعشرين من العشر الاواخر (1). ومن ذلك ما رواه الحميدى أيضا في كتابه في مسند عبد الله بن أنيس الجهني ان رسول الله " ص " قال: أريت ليلة القدر ثم انسيتها وأرانى صبحها أسجد في ماء وطين. قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله " ص " فانصرف وان أثر الماء والطين على جبهته وأنفه قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين أكثر ظنه بليلة القدر (2). ________________________________________ (1) رواه مسلم في صحيحه: 2 / 825، والبخاري في صحيحه. 2 / 256. (2) رواه مسلم في صحيحه: 2 / 827. ________________________________________