[ 61 ] يعنى - إذا خشيتم خشية املاق فعاملوا الله تعالى بالتصدق للفقراء فان من كان معاملته مع الله تعالى يغنيه الله سبحانه بفضله وكرمه باعطاء الخلف في الدنيا والثواب في الاخرة قال الله تعالى: من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة (1) و لما كان يستعيض العبد من الله تعالى في هذه التجارة بل يأخذه منه تعالى بدليل قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم: الصدقة تقع في كف الرحمن قبل ان تقع في كف الفقير، ولهذا لا رجوع فيها، شبه بالمعامل ونزل منزلته حثا للناس على الصدقات والخيرات وتعظيما لشأن المواساة والمبرات. 90 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: من لان عوده كثرت أغصانه أقول: يعنى - من كان لين الطبع ضعيف الفؤاد بحيث لم يعاقب أحدا ولم يؤد به على الذنب تكثر أعوانه وأتباعه ويغلبون عليه من غير خوف ولا خشية ويفعلون ما يفعلون من الفساد والاذية (2) فلا جرم يخرجونه عن حد الاستقامة ويعيره الخلائق بالتوبيخ والملامة كما ان شجرة إذا كانت لينة الجذعة وضعيفة الاصل تكثر أغصانها بحيث تغلب عليها وتجعلها معوجة غير مستقيمة. 91 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: قلب الاحمق في فمه. يعنى - يعنى لا تصاحب الاحمق واتق عن ان تظهر سرك له، فانه لا يقدر على ________________________________________ (1) - صدر آية 245 سورة البقرة ونص عبارة الكتاب: " ومن يقرض الله قرضا يضاعفه له ". (2) - هذا المعنى غير مستقيم والمراد الحلم الممدوح وحسن المعاشرة. ________________________________________