[ 60 ] 88 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: من أبدى صفحته للحق ملك، ومن أعرض عن الحق هلك. أقول: الابداء افعال من بدا الامر اي ظهر من باب سما، يقال بدا القوم اي خرجوا الى باديتهم، وبابه عدا، وصفحة الشئ جانبه. يعنى - من أظهر جانبه للحق مقبلا عليه قابلا له صار من جملة المالكين الحافظين للنفس والعرض والدين، ومن أعرض عن الحق صفحا ونأى بجانبه عاد من عداد الهلاكين الهادمين للدين والعرض، النادمين يوم الدين والعرض. 89 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة. أقول: الاملاق افعال بمعنى الافتقار ولا يبعد ان يكون من الملق وهو الود واللطف (1) ويكون همزته للكثرة لان الفقراء يكثرون المودة والمحبة ويظهرون التلطف والملائمة للاغنياء، وبجوز ان يكون من الملقة (2) وهى الصفاة الملساء فان بواطنهم مصفاة من غم الدنيا وعلائقها وظواهرهم طاهرة لمساء عن تلوث خبثها وعوائقها، فحينئذ تكون همزته للصيرورة. ________________________________________ (1) - في الهامش: " الظاهر ان استعمال الاملاق بمعنى الافتقار على كل من التقديرين بطريق الكناية وهو ذكر اللازم وارادة الملزوم لان التلطف والملائمة وصفاء القلب والملامسة لازم للفقر كما ترى: منه ". (2) - الملقة واحدة الملق وهى الصفوح اللينة الملتزقة من الجبل. ________________________________________