[ 471 ] فيقول: ما خلف صاحبك ؟ فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الاسد (1) لاحببت ان اكون معك فيه ولكن هذا امر لم اره، قال حرملة: فسألني فاخبرته فمل يعطنى شيئا، فذهبت إلى حسن وحسين عليه السلام وابن جعفر فاوقروا (2) إلى راحلتي (3) قال يحيى بن الحسن ايده الله تعالى: لعله لم يسمع قول الله تعالى: " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وهم راكعون " (4) ولم يعلم اختصاص ذلك بامير المؤمنين عليه السلام ولم يسمع قول النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه، وكيف يمتنع عن من جعل الله تعالى له من ولاء الامة ماله ولرسوله، وجعل له الرسول المنزلة التى يستحقها هو من ولاء الامة بقوله: الست اولى بكم منكم من انفسكم ؟. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فعلى مولاه " ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه " (5) وكيف يمتنع عن امام الامة الذى جعله الله تعالى من رسوله نفسه " بقوله: " وانفسنا وانفسكم (6) وقد تقدم في الصحاح ان من مات ولم يعرف امام زمانه، ومن مات وليس في عنقه بيعة لامام، مات ميتة جاهلية. 992 - ومن مسند ابن حنبل رواه احمد بن حنبل في مسنده باسانيده عن ابى ذر، عن النبي قال: إذا بلغ آل ابى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا (7) وعباده خولا ودينه دخلا (8) ________________________________________ (1) الشدق: جانب الفم - لسان العرب. (2) أي اثقلوا دابته بالمتاع. (3) صحيح البخاري ج 9 ص 57 كتاب الفتن. (4) المائدة: 55 (5) البقره: 130. (6) آل عمران: 61. (7) الدول جمع دولة بالضم وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم: الخول: الخدم والعبيد. الدخل بالتحريك: العيب والغش والفساد. والمراد منه هنا: ان يدخلوا في الدين امورا لم تجربها السنة - النهاية لابن الاثير. (8) مسند احمد الجزء الثالث ص 80 من مسند ابى سعيد الخدرى (*). ________________________________________