إلى .
- إلى : حرف يحد به النهاية من الجوانب الست وألوت في الأمر : قصرت فيه هو منه كأنه رأى فيه الانتهاء وألوت فلانا أي : أوليته تقصيرا نحو : كسبته أي : أوليته كسبا وما ألوته جهدا أي : ما أوليته تقصيرا بحسب الجهد فقولك : ( جهدا ) تمييز وكذلك : وما ألوته نصحا . وقوله تعالى : { لا يألونكم خبالا } [ آل عمران / 118 ] منه أي : لا يقصرون في جلب الخبال وقال تعالى : { ولا يأتل أولو الفضل منكم } [ النور / 22 ] قيل : هو يفتعل من ألوت وقيل : هو من : آليت : حلفت . وقيل : نزل ذلك في أبي بكر وكان قد حلف على مسطح أن يزوي عنه فضله ( وأخرج هذا البخاري في التفسير 8 / 455 ومسلم برقم 2770 ) .
ورد هذا بعضهم بأن افتعل قلما يبنى من ( أفعل ) إنما يبنى من ( فعل ) وذلك مثل : كسبت واكتسبت وصنعت واصطنعت ورأيت وارتأيت .
وروي : ( لا دريت ولا ائتليت ) ( وهذه الرواية هي التي صوبها ابن الأنباري وقال : ( ولا تليت ) خطأ . راجع الغريبين 1 / 81 والحديث أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد .
وفي البخاري عن أنس أن رسول الله A قال : ( وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه فيقال : لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من جديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقيلين ) .
انظر فتح الباري 3 / 232 ومسلم في الجنة ونعيمها باب عرض مقعد الميت ( 2870 ) وانظر : شرح السنة 5 / 415 والترغيب والترهيب 4 / 185 والمسند 3 / 126 .
والرواية التي ذكرها المؤلف حكاها ابن قتيبة عن يونس بن حبيب وحكي ذلك عن الأصمعي وبه جزم الخطابي .
وقال ابن السكيت : قوله : ( ولا تليت ) إتباع ولا معنى لها ) وذلك : افتعلت من قولك : ما ألوته شيئا كأنه قيل : ولا استطعت .
وحقيقة الإيلاء والألية : الحلف المقتضي لتقصير في الأمر الذي يحلف عليه .
وجعل الإيلاء في الشرع للحلف المانع من جماع المرأة وكيفيته وأحكامه مختصة بكتب الفقه .
{ فاذكروا آلاء الله } [ الأعراف / 69 ] أي : نعمه الواحد : ألا وإلى نحو أنا وإنى لواحد الآناء . وقال بعضهم في قوله تعالى : { وجوه يومئذ ناضرة ... إلى ربها ناظرة } [ القيامة / 22 - 23 ] : إن معناه : إلى نعمة ربها منتظرة وفي هذا تعسف من حيث البلاغة ( وهذا قول المعتزلة قدروا ذلك لأنهم ينفون رؤية الله تعالى والمؤلف يرد قولهم ) .
و ( ألا ) للاستفتاح و ( إلا ) للاستثناء وأولاء في قوله تعالى : { ها أنتم أولاء تحبونهم } [ آل عمران / 119 ] وقوله : أولئك : اسم مبهم موضوع لإشارة إلى جمع المذكر والمؤنث ولا واحد له من لفظه وقد يقصر نحو قول الأعشى : .
- 22 - هؤلا ثم هؤلا كلا أع ... طيت نوالا محذوة بمثال ( البيت في ديوانه من قصيدة يمدح بها الأسود بن المنذر اللخمي مطلعها : .
ما بكاء الكبير بالأطلال ... وسؤالي فهل يرد سؤالي .
انظر : ديوانه ص 167 وتفسير القرطبي 1 / 284 )